وأفنى ليبقى الغناء
للشاعر: حنا عواد
لحلم يسافر في بحر عينيك
عبر مدى الحزن والليل
لصبح ندي يخضله الطل
يوشحه النور والورد والفل
لفجر بهي يحاصر في أفق جفنيك
أسكب لحني أغني
* * *
أغني لهمس السهول ونبض الحقول
زهور الجبال تشق المحال
وتلك التلال تنادي: تعال
قبيل الرحيل وشمس الأصيل
تلاقي الغروب وراء التلال
* * *
لزغرودة حلوة اللحن والجرس
في العرس غاره
لترتيلة تتهادى بشوقٍ لطفل المغاره
ونبع الطهاره
لتكبيرة فوق مئذنة في ربى القدس
مهد الحضاره
وبدء البشارة أبقى أغني
فيأتي الربيع ويلقى اخضراره
* * *
لقدس الحجارة في جيد سور ودور
شبابيك نور تطل على طرقات معمدة بالبطوله
وأسطحة كالمرايا على وهج الشمس
بل لقباب يتوجها العنفوان أغني
لعل غنائي يعيد إليها نقاء الطفوله
* * *
لموعد حبّ يهلّ
وبيدر حب يغل على أوف شبابة في الحواكير
وموسم خصب يطلّ على “ميجنا وعتابا” النواطير
لسحجة عز ودبكة مجد أمام المناطير
لمن يعزفون وهم يقطفون وهم يحصدون
بزفة قمح وتين وزيتون
لمن ينشدون وهم يرقصون على نفحاتِ العصافير
أكتب شعري وأنثر فني أغني
وأمنح عمري
فأفنى ليبقى الغناء
* * *