رد: زمن البوح الجميل / رسائل بين الأديبة ليلى مقدسي والشاعر طلعت سقيرق
وجع الكلمة
[align=justify]
رجع كلماتك يغتسل بخرير السؤال ..
" لِم ذوت زهرة الشعر ، وما عدنا في هذا الزمن نشم رائحة النعنع في الشعر ؟ " تتداخل الأسئلة ، وتهتز أشجار الروح ، يتوحد صمت الأسئلة وأنت تقول : " لذلك ترين يا عصفورة الشعر، كيف سلخوا جلد الشعر ثم سلموا ما تبقى منه إلى مصانع التعليب " .
هل يشرق جسد القصيدة إلا من خلال غمامات الحلم اللا مرئية ، وهل الشعر إلا تغريد سرية الحرف لزرقة البحر ، ولخضرة غصن ناعم ، ولوهن جسد عاشق ولصلاة ولهٍ صوفي ، ولموقد قلب لا ينطفئ ؟ ..
الشعر هو بوح سري لخلق حالة ارتعاشات الانبهار ، وصلاة دوح للطبيعة في دهشة تجليات المطلق ، لتتناغم مع آلهات الجمال والحب .
هل وصل الشاعر إلى الحضرة الكيانية من اللاوعي ، وعكس حركة الكيان الإنساني ؟ بحيث تغلغل إلى الداخل وفتق الأحاسيس براعمَ ملونة على الورق ؟؟ فالشاعر نشوته اللغة ، وتغريد حرفه جسد الخيال ، وبذلك يجسد الجمال والحب باتحداهما مع الطبيعة على أجنحة زرقة الحلم الفضفاضة وصناجة الوجد تمتم لعشتار بموسيقا الشعر ..
في هذا الزمن المغبر ، ذبل الشعر بين حقول جافة تفترض نبتات الكلمات أدوات زينة ، وزخرفة غموض ، وقد تعرى من الانفعال الأصيل. وتاه في عتمة اللغة ، وزركشة البيان .. وبلاغة الألفاظ ففقد النص سريته الداخلية ، رغم أنه قد يبهر لأول وهلة البعض . أما التراث وقور وجميل ولكنه القيد الذي يشدنا إلى الماضي ، وبذلك لا يجعلنا نحلق في آفاق التجدد والتطور ويمنعنا من خلق روافد له أكثر رقة ونعومة . وأعمق إحساساً بالإنسان ، والشعر دائماً هو الطفل المدلل للحرية . لِم لا نرسم من لغة النص لوحة يشع جمالها في فضاءات أوسع ، فتصبح القصيدة لوحة ، أو قصة ، أو رمزاً ، أو أسطورة ؟ .
ألا نستطيع أن نخلق للقصيدة نبض الكون ، وايقاع المشاعر الإنسانية على موسيقا القلب ؟ .. زهرة الشعر يابسة . وعند البعض أقفلتها أطر اللغة المقفلة . لذا سوف أزرع نمنمات شِعركَ لربيع لم يزهر بعد .. وإلى طائر مساء .. سيورق غصناً على جنبات الاخضرار.. [/align] ..
|