عرض مشاركة واحدة
قديم 06 / 08 / 2009, 05 : 10 PM   رقم المشاركة : [17]
ليلى مقدسي
شاعرة وأديبة
 





ليلى مقدسي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: حلب - سوريا

رد: زمن البوح الجميل / رسائل بين الأديبة ليلى مقدسي والشاعر طلعت سقيرق

[align=justify]

" حلم للمعنى "

" لك قربٌ مني ببعدك عني وحنو وجدتُـــــه في جفاكا
عــلَّمَ الشوقُ مقلتي سهر الليل فصارت من غير نومٍ تراكا
(ابن الفارض )
أحلم أن أكون الجنية العاشقة التي تُروى عنها حكايا الليل ، أو السمكة المتمرغة بين عيني البحر . من الزبد أملأ سلال الياسمين ، ومن الموج غضب البنفسج وغمامة الروح ترسم للحبيب ألف لون على ثنايا المسافة . وأتمنى ألا أراه .. ألا أعريه .. حتى لا أُفقد طقوس الحب رمزيته ..
دائماً أنت محاصر ضمن دائرة أسئلتي ، ومع ذلك لن أسرب إليك أي سؤال لأني لا أرغب أن أصنع منك حلماً حقيقياً ، لأن الحلم الحقيقي يولد لي كائنات مشوهة ، سأصنع حلمي من غرغرة شفاه حروفك التي تغني مع كل فجر لسقسقة العصافير المهاجرة ..
وظاهر ما أراه لا يهمني ، لأني عقدت فعل اتحادي مع المعنى وحاولت الاختلاء به في كلماتي ، لأن الحياة الحقة تحيا في براءة الحرف فتخلق جدلية العمق من الأحساس . هكذا أرسم لوحات كلماتي الغجرية الألوان ، والنص لديّ حر ليكن شعراً . أو قصة . أو همسة . أو خاطرة. أليست الطبيعة حرة في ألوانها ، ومتجددة باستمرار ..
لقد سُلبت الكثير في هذه الحياة . ولم يبق لدي سوى : الحرف والحب والعطاء . ولا أريد أن أعرفك كما يعرف الآخرون بعضهم ، إنما معرفتي لها خصوصية مميزة ، لأني سأكتشفك من خلال أحاسيسك ، أليس الحب معرفة كلية وكشف وتجلٍّ ، ولا تهمني الأنثى في حياتك طالما أحمل البعض من الرمز الانثوي..
السهروردي ـ شيخ مشايخ الصوفية في عصره ، كان يصعد جبل ـ عرفات ـ فلما رأى خلقاً كثيراً قد تبعه قال لنفسه: أو تحسبن أن مكانتك عند الله كما يتصورها هؤلاء الناس ؟.. ظهر ـ ابن الفارض ـ أمامه وقال له: إني أحمل إلى قلبك رسالة سعيدة ، اخلع ثيابك كي تظهر شكرك لله. لقد كنت موضوع تفكير من تهواه على الرغم من كل ما فيك من عيوب ونقائص . فخلع الشيخ ثيابه .. ودخل الحرم .
[/align]
ليلى مقدسي غير متصل   رد مع اقتباس