رد: زمن البوح الجميل / رسائل بين الأديبة ليلى مقدسي والشاعر طلعت سقيرق
[align=justify]
قال بريتون ـ لا حل .. خارج الحب ـ
علمني الشعر أن الحب الأبدي هو الخير المطلق .. وهو جسد الإنسانية. نرتعد من برد أنفسنا، لأننا لا نعرف أن نشرب من بحيرة الحياة الممتعة رشفة تلو الأخرى . فالكل يريد أن يشرب جرعة واحدة . لذلك دائماً هم في ظمأ . لماذا لا ننظر إلى الشمس فهي أكبر حقيقة منظمة في الكون ، وترتدي ثوب إخلاصها حتى لا تنسى أحضان الغروب كل أمسية. ما أشد حزن النهار دونها ، وفرحة الليل بغيابها . رغم أنها ترمي للمساء ثوب الحداد وتمضي .
الكل يتوارى عن طريقنا بفعل الزمن . ولكن القمر يبقى مرافقاً كبيراً مستديراً صافياً ، ويرسل غمزاته لشجرة الحب السرمدية ، ويتوج رأسها بسحائبه البيضاء ، وما تبقى من الغلائل الوردية يمنح للعاشق منها رائحة الليمون المنعش ..
قد لا ألقى الذي أحب ، والذي لا أعرف ، لأن ـ الشبلي ـ أدخلني مملكة كتمانه وأنشدني : " صح عند الناس إني عاشق غير أن لم يعلموا عشقي لمن ؟ .. " .
وقد لا ألقى الذي أحب أبداً . لأني أخاف الانتظار على شرفات الشوق ، حين يموت ويحيا الانتظار القلق في أنفسنا . سأترك الليل يتضوع شذى قمح كروم العسل ، والحضور الخفي متسرباً في نبض العالم كله ..
ألم يكن المسيح مثل النبيذ ـ يفتح قلب الإنسان بالمحبة ـ حتى يسع العالم كله . فالحب هو نقطة انطلاق تجربة بالنسبة للشاعر ، لأني مؤمنة بالشاعر مستقلاً بفنه وحبه عن جميع المعتاد والمألوف . لأنه في كل نقطة من تجربته يحيا لحظة توهج مع افتتان الفؤاد ، وسحر الخيال . ونبض الحرف . هذا ما يقوده إلى ابتداع صورة الجمال من هالات الحب المضيئة..
[/align]
|