عرض مشاركة واحدة
قديم 02 / 05 / 2010, 54 : 01 AM   رقم المشاركة : [43]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

رد: زمن البوح الجميل / رسائل بين الأديبة ليلى مقدسي والشاعر طلعت سقيرق

الصوت والصدى

[align=justify]من البعيد تأتي لحظة الحلم ، لحظة امتشاق الصورة التي كانت .. في مثل تلك اللحظة السحرية يخرج مني آخر يأخذ في ملاحقة الظلال .. وأرقبه .. لا يكون عليّ إلاّ أن ارقبه .. أتلذّذ بكلّ حركة من حركاته .. أضحك بصوت مرتفع عندما يأخذ في القفز والركض واللهاث .. ولد يلعب في الحارة الضيقة ، أو في باحة المدرسة ، ويقف مأخوذاً عندما تمرّ تلك التي كان يحبها..
كان الولد مشاغباً .. كثير الحركة .. لا يعرف الهدوء .. يتمنى أحياناً أن يملك جناحين ليطير.. لا تتسع المسافات والمساحات لأحلامه .. يتلذذ بممارسة طقوسه الخاصة التي لا تصدر إلاّ عن الأولاد .. تدوخه القبلة الأولى فيظن أنّ الوجود كله في شفتين من كرز .. هل كانت تلك البنت الحلوة تشعر بمثل شعوره ، أم أنها ذاقت القبلة قبل أن يذوقها ؟؟.. الجواب يحتاج إلى العودة طويلاً في الزمان .. وهذا مستحيل.
يقف الأطفال الذين كبروا ، في المدرسة الجديدة مبهورين .. ويقف هو آخر طالب ، لأنّ طوله يستدعي أن يكون الأخير .. ولهذا الطول رغم سيئة الوقوف في آخر الصف ، ميزة القدرة على المشاغبة ، وممارسة الحركة بحرية ، والحديث مع الطالب القريب دون أي حرج.. لكن المدرسة الاعدادية تختلف عن المدرسة الابتدائية .. فهنا تكبر المسؤولية ، ويدخلون الطفل ، شاء أم أبى ، في زمرة الأولاد الكبار .. وعليه أن يتصرف على هذا الأساس ، مع أنه ما زال راغباً في ممارسة طفولته بطولها وعرضها .. ويستطيع بين الحين والحين ، أن يلقي حجراً في البركة الساكنة ، لتكون الدنيا كما يريد .. ومع الأيام ، يشعر أن منطق الكبار لا يرحم .. وعندما يصل بعد سنوات إلى التواصل مع أصواتهم ، مع صورهم، يمارس دون أن يدري منطق الكبار ، صارخاً في وجه الأطفال : الهدوء .. الهدوء.. ويتمنى الأولاد الذين ما غابت طفولتهم ، أن يصمت ، ليعيشوا سحر الطفولة كما يرغبون ..
[/align]
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس