رد: زمن البوح الجميل / رسائل بين الأديبة ليلى مقدسي والشاعر طلعت سقيرق
[align=justify]القصيدة والحب ..
لا أدري إن كان بالإمكان فصل الشعر عن الحب ، أو الحبّ عن الشعر .. في الأول لا يكون الشعر شعراً ما لم يكن في البداية خفقة قلب ، وصرخة عشق .. وفي الثاني لا يلجأ الحبيب حين تضيق الكلمات عن استيعاب ما يريد قوله للحبيبة إلا للشعر .. فالشعر يطابق الحب ويداخله.. ومن الصعب الفصل بين هذا أو ذاك ..
في ذواتنا منذ الصغر احترام للشعر غريب عجيب .. كأنّ الواحد منا يرضع الشعر مع حليب أمه .. ويكبر واحدنا ليكبر معه هذا الإحساس الجميل .. ويكون تواصله مع كلّ فتاة ، أكثر حضوراً وجمالاً وروعة ، حين يكون الشعر حركة القلب واليد واللسان والملامح .. فالشاعر ، وإن كان في طور الأولاد الصغار ما زال ، مميز في كلّ حركة من حركاته، ومرهوب الجانب حتى من الأصدقاء والأحباء .. لأنهم يعتقدون ، أنه يستطيع بشعره ، أن يسرق الكحل من العين ، فكيف يصمدون في وجهه وينافسونه في حب هذه أو تلك .. وفي مثل هذه الحالات ، يكون الأجدى، أن يقربه كلّ واحد إليه ليتلافى منافسته عند الحاجة ، أو ليكون إلى جانبه يسانده في قصيدة إذا أحب .. وكم كان القلم يتحرك ليكتب لهذا أو ذاك ، قصيدة تحكي عن اللوعة والحزن ، لتقدم إلى فتاة ما زالت بعمر الورد ..
قد يكون الأمر مجرد صورة أو تصور فيما بعد .. لكن لا يمكن أن يكون الشعر شعراً في البداية وإلى سنوات ، ما لم يكن الحبّ محرك الشعر ومؤجج صوره .. وحتى عندما يصبح الشاعر في الثمانين ، لا يكون الشعر شعراً حقيقياً ما لم يكن الحب وقوده ومحركه ودافعه .. ويخطئ من يظن أنّ الحبّ يتوقف في هذا السن أو ذاك ، أو أنه يموت .. فالحب مثل الحياة ، مثل الأنفاس ، وإن أخذ أشكالاً متعددة ، لكن الاستغناء عنه لا يكون ، خاصة عند الشعراء ..
[/align]
|