رد: زمن البوح الجميل / رسائل بين الأديبة ليلى مقدسي والشاعر طلعت سقيرق
[align=justify]" للحب عصيره "
" الحب يبدأ حيث تنتهي الرغبة بالأخذ "
زمننا يافع أبداً ، أحس أنّي لم أكتب بعد .. رغم أن الكلمات تتفتح بيننا كالأزهار الخيالية على مروج الحب والإنسانية ، وتلتقط العبير من الوجدان ، وأوراقنا مسافرة وراجعة ككل ربيع .. تهدهد أنفاس الحروف بالأمل المرح ، ثم تسترخي ضفائره ممتطية على سياج المسافات.. متى تسترسل على سفوح رحبة لا يحدها شيء ؟ . أليس الإنسان أسمى من كل الأشياء ؟.. ومصدر فرحه وجوده في الحياة ، إنما الأعظم هو التمتع بالوجود ..
تفرغ الكلمات من شفتيك كقطرات ندى فرحة على أرض عشبي بعد مطر خريفي ، فأغرق في بحيرة مغسولة بالصفاء .. ونجوم الأمسيات شاردة حولي تخبو كالبجع المتموج في صمت السماء المسكون بالعتمة .. مدّ دافق من لمسات الفتنة يشجيني خريرها .لِم لا تكون الحياة لي ولك بلون العشب المنتشي بُقبل المطر ؟ لِم تبقى ابتسامة الحب خافتة ولا تلامسها بخصل الغمام الرمادي ؟ . متى ندخل بياض الروح ، ونعبر جسر المسافة ، في هذا العالم المثخن بالجراح ؟..
أليس الشاعر طفل الزمن الذي يخلق المعرفة برؤيا جديدة ؟ ألا يصنع الجمال لحبيبته بلوحات مختلفة .. لأنه يدرك قوانين الكون من أجل غاياته الجمالية . وهو الظامئ أبداً إلى تغيير الإنسان ، وتحريك القوى الخيرة في كيانه .
في شجر الذاكرة تنبت الرؤيا الروحية والشعرية لتشكل تناغماً لكشف الجمال الحقيقي والداخلي ، هل كانت ـ الجوكندا ـ غير خلق فني لم ينته . وابتسامة باهتة ، أو ساخرة ، أو فرحة تشع من بحيرة دموع ساكنة .. لأنه فن عظيم ما زالت تعطي للمشاهد حالة خلق ذاتية لانفجار داخلي لحزن ما .. لفرح ما ، لذكرى .. أو للامبالاة بكل الأشياء .. [/align]
|