عرض مشاركة واحدة
قديم 21 / 05 / 2010, 48 : 09 PM   رقم المشاركة : [61]
ليلى مقدسي
شاعرة وأديبة
 





ليلى مقدسي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: حلب - سوريا

رد: زمن البوح الجميل / رسائل بين الأديبة ليلى مقدسي والشاعر طلعت سقيرق

[align=justify]" الشعر سحر اللغة "
تحت قميص الليل الفضفاض ، أعصر عنب الحزن وأشرب خمره .. لماذا وضعتني في جواب الصمت .. أ لأنني أحببت ؟..
" قلقاً يا قلبي أراك .. تندي أعماقي بأحزان هواك " ..
أليست روح الحب هي نكران النفس من أجل من تحب أو توسيع النفس إلى حد أن تراها بالذي أحببت ..
ربما لأنك تختلف عني أحببتك ، ولا أحب فيك إلا ما يختلف عني.. ولأنك الغمامة الشاردة التي تداعب أفكاري مع أغنيات كل صباح يتأرجح الفرح على أغصان محبتك ، وفي فلك بوحنا همسة الكون الغامضة ، ولهذا غرقنا في نشوة الكلمة ، ونشوة دن الشعر أليس من يشرب يختار ساقيه ونديمه ؟ ..
فالشعر هو الذي يجعل النفس منطوية على ذاتها على أعماق أعماقها . لأن النفس لحن تقوم على إيقاعها ارتجاف دائم لتموجات جنبات الكون..
والشعر ليس الاغراق في اصطياد الألفاظ والعبارات التي تؤدي إلى ترمد العاطفة وصنع لوحة براقة من القصيدة ، الشعر هو لحظة الرؤيا تأتي ثم تختفي فجأة .. لذلك الشعر الحديث يمر بمرحلة القلق والضياع وتعقيد التراكيب ، وغموض المعنى ، وقد أهمل الصورة الشعرية التي هي الضوء الذي يخترق ويكشف ، الكلمة في الشعر التقليدي جاهزة المعنى ، حاضرة الفهم ، وسحرها البيان وفي الشعر الحديث الكلمة تحمل المعنى إلى مرحلة الحدس والرؤيا لا في الشكل بل بما يوحي به هذا الشكل من معنى إنساني لخلق هزة كيانية تستمد وجودها من معاناتنا ، من تجاربنا ، من الصور المحلقة في الأخيلة .
فالشاعر هو الرسول الذي يعلمنا أن نتحدث كما نشعر ونرى . والسائد في النقد الحديث أن التجربة لا تنفصل في الأثر الفني عن أسلوب التعبير عنها وهي أسلوب الرموز والكلمات واللغة والصور التي تصبح شيئاً نابضاً يفاجئنا ويدهشنا ، ويعيش معنا اللحظة . وقد صنعت زمني بتأملاتي بالحب ، ولغتي بالغيمة الرقيقة تستر الشمس بحيث يصبح من الممكن النظر إليها والتمتع بدفئها .. وزمني حركة متميزة ومستمرة . ضمن الأضداد والمتناقضات .. [/align]
ليلى مقدسي غير متصل   رد مع اقتباس