لا تسألني - بقلم ندى الريف -
لا تسألني يا عذب الروح عني.. لا تسألني حرة انا ام أسيرة حزني.. خريف انا أم ربيع أزهر في وجداني.. بسمة أنا أم نهر دموع جرف مشاعري كالطوفان.. قد كنت يوما آمالا تبخرت كالأوهام.. و قد كنت مواويلا تغنى بها كل العشاق، تناثرت في الحقول و البساتين، فتفتحت زهورا صنعت منها إكليلا سرقته مني الليالي عندما كنت أقف على شرفة أحزاني.. و البحر يمتد أمامي، و الموج يتلاطم و يرتفع فوق كياني، فيعود و يتكسر أمام أقدامي.. و يبحث الفرح عن ملجأ في جراحي، فتقذفه الأمواج إلى بعيد.. يبتسم و يحاول من جديد، فأقف عليه بأطرافي و أدوسه.. يتمرد.. يثور.. و يصرخ.. ثم يعتلي صهوة جواد الخيبة ليمضي به إلى أبعد من بعيد.. تخنقني عواطفي، و يشتعل حزني، و تطفو آلامي على صفحة الماء.. فأعانق روحي.. و أنظر إلى البعيد.. أبحث عن الشمس..
هناك على ذاك الشاطئ.. قبل الأصيل بدقائق.. و قفت أناجي خيبتي.. هناك التقيت وحدتي.. صافحتها فواستني، و أخبرتها عن أحزاني.. و آمالي و آلامي.. و في منتصف كلامي.. أسمع صوتك يناديني.. فأتيه وسط البحر، و أصاب بدوار.. و تختلط علي أحاسيسي.. و يرقص الوهم فوق صدري.. و ينساب الوقت من بين أناملي فيضيع موعدنا على ذاك الشاطئ..
لا تسألني يا خلي القلب عنك.. أنت يا نسيم الحب في بستاني.. أنت يا أبيات قصيدة نظمتها من مأثور الكلام.. أنت يا شراع سفينتي المبحرة في بحر الهيام.. على ضفاف قلبك رسمت حلمي.. ينساب ورديا في خيالي.. أنت يا رحلة عمري.. يا حريتي و سجني.. أنت الزهر.. أنت الشجر.. أنت المر.. أنت البلبل الذي يشدو ألحان حياتي..
أيها الحبيب سابقا.. يا كأس القسوة و الغدر و الخيانة الذي شربت منه حتى آخر قطرة.. جعلت قلبي يخوض حربا و هو لا يعرف القتال.. فأسرته بعنجهيتك و غطرستك تحت راية الحب و العشق..
لا تسألني أيها الجرح.. عنك و عني.. قد كانت تضمنا ليال حزينة.. مستعدة في كل لحظة لقتلنا في ساحة لقاءاتنا.. قد لبست ثوب الخيانة.. فصار لقاؤك خنجرا يطعنني كل ما حاولت أن أصد غدرك..
وسط البحر.. جلسنا أنت و أنا.. نلتقط الأمواج.. نحاول أن نغسل بها جراحنا.. فتمطر السماء وجعا و ألما.. يعربد البحر و تتلاطم مشاعرنا، فيغرق كلانا.. تحملني الأمواج إلى الشاطئ.. هناك فوق الرمال.. أنظر من حولي، فلا أجد لك أثرا.. و يعود الكون إلى هدوئه و سكينته .. فأعرف حينها أنك رحلت إلى الأبد..
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|