(( الجليد الأسود ))
"الجليد الأسود"
وجهك نهار حررالشمس ، شعرك حرر جدائل الذهب نورا ملأ برودة السنين السود ، ملأ القلب المعزول عن خضرة عينيك ... الكلمات التي رددها لحن يسافر بينه وبين جبال روحه ،لحن ينبض عطشا إستيقظ جوادا أصيلا يعدو يعدو بلل جفاف الأيام ذاب صهيلا ، صهيلا أيقظ زوبعة الذكرى ، هذه القطرة التي سكبها في جفاف قلبه بللت همه الأخضر، زوبعة الذكرى أيقظت رماد القلب ، إستيقظت جمرات الجرح ، ينبتن غمامة خضراء تملأ ليل أول شهور الشتاء بأغصان الهم ...." الجليد الأسود" أطلق سواد جناحيه برودة على الأرض العذراء، الأرض العذراء أصابها الشلل .. شلل الصقيع .. لم يصب الذكرى لم يصب الذكرى .. هذه الذكرى نهار ذلك الوجه الذي حررالشمس ، الذي ألقى الشمس علي .. على قلوب المدينة ، تلك المدينة التي ثبتتها السنين في جبال الروح ، ذلك الوجه الذي ملأنا نورا ، وجهك مدينة الروح... تمدد : " عيناه ثبتت سواد العتمة تثبيتا طويلا طويلا فتح نور الذكرى .. نور الذكرى .. نور الذكرى صار جمرا في القلب المعزول عنك ، حلم الروح تركه يتقلب يتقلب.... روحه ورقة في إعصار الذكرى"
نهض : " أمسك رأسه بين يديه ، غيمته أرعدت سكبت هم صدره : "باكا... باكا ... باكا... ملأت فراغ العتمة ملأت فراغ الروح ، قطعت فراغات الصمت ، تحطمت على أفق النسيان ...." وقف مترعا بمزق روحه حمل همه الكبير على كاهله ، حمل صخرة عذابه ، حمل تلك المزق ، صعد مرتفع الأيام السود إقتفى حلمه هذاالصعود والنزول لم يألفه الماشون ياسيزيف الحر أيها الجرح الأخضر باكا عذابك ، باكا سعادتك ، باكا فارستك .... عقبة الجليد الأسود قبر أخفى الحلم ، بين الصعود والنزول ولدت هوة الفصول .. فصل يسقط في فصل .. فصل يصعد فصلا وبينهما ولدت حياة باكا.... باكا أثرك باكا تنبت وراءك خضراء بهمها الذي تحيا به إعصار الذكرى خبأ أثرك ، خبأ باكا في غيمات الخريف ، ياغيمة الخريف أسكبيها باكا أنت .. أنت باكا الخضراء .. أسكبيها تنزل في عطش القلب عطشاعلى عطش .. القلب ذلك الفصل الأصفر أيتها الغيمة ، أسكبيها فيه عطشا حتى الإخضرار"
خرج : " الليل لم يزل يربط عقد العتمة ، يمشي يمشي آثاره تنشر همه طريقا، أصبح أثرا وأصبحت أنت الدرب.... غادر اللحن الذي تردد بين جبال روحه ، باكا أتذكرين هم ذلك الليل .. هم الجليد الأسود ، أتذكرين حديث شعرك حينما سقط نهرا صامتا بين أناملي .. باكا أوتذكرين حينما واجهت العين العين ، تلك الضحكة الخضراء في عينيك التي أدفأت صقيع القلوب .. تلك الضحكة الخضراء التي حطمت الجليد الأسود ذلك الجليد الذي ثبته الأهل بيننا .. جليد العشيرة جليد المدينة التي باعت ضميرها .. آه المدينة يا باكا تلك المدينة التي تعرت سوادا بيننا باكا أتذكرين حينما صادقنا الصخورفي أرض الله حينما صادقنا شظايا المرو التي شذبها الإنسان الأول .. حينما سكبها من قلبه قلبا في العطش الأول .. إذ ذاك أبصر عذراء القلب .. يومها رأيتك ..رمح عينيك الأخضر قطع فراغ القلب ملأه حتى العطش آه ياباكا.. العطش الأخضر الذي ملأنا انطلاقا مندفعا أخضر.. ذلك الإنطلاق المندفع ارتشفه الجليد الأسود أصبح سوادا ذلك الإنطلاق حينما لبستنا المدينة ، تلك المدينة الغول التي تنبت قصورالخوف السوداء.. صرنا عبيد جليد المدينة الأسود ياباكا ، لسنا عبيدا لسنا عبيدا..هم عبيد ذهب المدينة الأسود ذلك الذهب الممزوج بعرق أصفرمن قطيعة قلوب العاشقين آه باكا تلك المدينة الموت.. تلك المدينة الموت.. أنت حياة الحب الأولى .. أنت ضميرالأرض الأخضر أيتها الشمس الأولى لنهار لم يولد بعد .... باكا أتذكرين عندما صادقنا أثر المغرة التي ملأت جبال الحياة .. كانت قلبا .. لا تزال قلبا ينبض حياة بيننا هذا أصيل ضحكتك يتردد بين جبال الحياة أصيل القلوب التي شربت عطشا على عطش ضحكتك دخلت حمرة المغرة دخلت فراغ الحمرة أيقظت الحياة على الأفق "
"أثر المغرة إنتفض إندفع غزالا هرب من قساوة الصخور إلى الإخضرار غزال المغرة كان امتلاك الإنسان الأول كان عقدة الإمتلاك الأولى أيتها الغزال .. باكا مازلت الغزالة الأولى التي ثبتوها بلون المغرة على أفق القلب وجودا خالدا ..ماتزالين ماتزالين عقدة امتلاكي الأولى مازلت ذلك التاريخ الأخضر لحنا بين القلب والروح يانور الأيام السود أوتذكرين حينما غسلنا قلوبنا في نهر الله نهر الحياة ذاك هناك طلقنا المدينة هناك غادرنا الجليد الأسود هناك هربنا من سواد القلوب إلى بياض قلب الحياة الأخضر.. موتي أيتها المدينة بالسواد بسوادك بسوادك يا مدينة القساوة ذلك اليوم رمينا قلبينا زهرات إلى الشمس العذراء ذلك اليوم يافتاتي شقرتك انتشرت على خضرة عينيك غيمة نور.. هناك كنت نهارا انفتح على حياة الفصول .. باكاهربت من أفق القلب من جفاف الفراق الذي انفتح قلبك عليه.. هناك تركتك بعطش .. ركوب الفراق سرقني ورماني في الأرض الفراغ .. الأرض الفراغ وجهها ليس ذلك الوجه الذي ألفناه ياباكا .. وجه بارد بارد .. وجه الحديد ذاك عتمته حالت بيننا.. وجهها جليد أسود " يردد .. يردد .. يردد .. همه قلب حطم فراغ ذراعيه.. قبر باكا ملأه .. قلبه سكب سقوط باكا .. باكا هوت دمعة صامتة لفحت ذراعين التصقتا بالقبر عقدتا هما على هم القلب يتشبث .. يتشبث .. ذاب ..ذاب نفسا تلو نفس .. ذاب القلب في القلب .. أصبح القبر حياة .. إنفتح النهارعليه .. ذاب الجليد الأسود .. ذاب الجليد الأسود ...."
بقلم عادل سلطاني ترجمها لكم إلى الفصحى عن القصة الأم المدونة بالأمازيغية " الصادرة يوم الثلاثاء 10 جويلية 2001 "
تمت ترجمتها ببئر العاتر يوم الإربعاء 7 جويلية 2010
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|