عرض مشاركة واحدة
قديم 10 / 07 / 2010, 19 : 09 AM   رقم المشاركة : [1]
محمود مرعي
شاعر وناقد

 الصورة الرمزية محمود مرعي
 





محمود مرعي has a reputation beyond reputeمحمود مرعي has a reputation beyond reputeمحمود مرعي has a reputation beyond reputeمحمود مرعي has a reputation beyond reputeمحمود مرعي has a reputation beyond reputeمحمود مرعي has a reputation beyond reputeمحمود مرعي has a reputation beyond reputeمحمود مرعي has a reputation beyond reputeمحمود مرعي has a reputation beyond reputeمحمود مرعي has a reputation beyond reputeمحمود مرعي has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: فلسطين

الى طلعت سقيرق وهدى الخطيب / ما زالت عصافير الجليل على النوافذ

كنت اود نشر هذا النص السردي في قسمك يا طلعت وهدى لكن يظهر ممنوع
لا بأس ننشره هنا
( الى طلعت سقيرق الحبيب وهدى الخطيب التي استفز كلامك عن حيفا روحي
والى بوران شما ومن لا اعرفهم لكن ربما هنا معنا كثيرون ، للجميع مني هذا النص)



ما زالت عصافير الجليل على النوافذ


نص سردي : محمود مرعي


غاب ربيع اثر ربيع


منذ مشى آب القديم


واصفر الغسق


كان آب جارحا


تركنا المحاصيل في حقولنا


وسرنا شمالا


ولم تشرق شمسنا منذ الغروب


منذ انطفأت في البحر وثار الموج


والعصافير في الجليل ما زالت على النوافذ


ترتل كل شروق


ويسيل الحنين في الطرقات


وما زلنا كما كنا


لم نمل قيد نهار عما يجب


يا راكبين الخيل .. غنى الحادي كل عرس


ولم يبينوا في راس الزقاق


والحادي صمت بعد ان عاجلته قبلة فجر


والعصافير على النوافذ قلقة


أما آن لها أن تغرد؟


أما آن لنيسان أن يستطيل في الزمان؟


أما آن لنا أن نكون؟


**


يا أنت


يا فرح الطيور العائدة للجليل


ويا شدوها الموعود كل سَحَر


العصافير يا أنت


تحفظ الرواية كلها


وتروي لي كل صباح ما كان


وعلى شباكي المطل على القِبْلة وَرْقاءٌ أَلِفَتْني


وأَلِفتْ قرقعة الحروف على الحاسوب


تقف كل صباح وتقول اين وصلت في حروفك؟


أتلعثم يا أنت


فالورقاء تنتظر الفرح مثلي


لا اجيب....


ويتسلل نواحها في عظامي


ويفيض الوجع


وعلى مقربة من الشباك سروة


تكثر تمايلها كلما حطت الوقاء قبالتي


فماذا اجيب ؟


ماذا اجيب والراحلون لم يرجعوا بعد؟


تدري العصافير ما طعم حزننا ولا ترهقنا بالاسئلة


لكنها تظل ترنو نحونا عاتبة حزينة


ونفهم عنها ما تريد وما يجب


.....


وها نحن فارقنا الربيع


ودخلنا تاليه


وفاضت روائح الموت من صفحاته


انه الصيف يا أنت


انه الصباح المر


اتذكرين كيف نسيت جدتنا ان تحمل ابنها وحملت بقجة الثياب


وكانت تظن انها تحمل ابنها


وبعد سنين مرة


تبين ان ابنها تبنته نبتة غريبة وسقته من مائها


فحمل جيناتها وكره الجدة


هل تذكرين ؟


كيف استفاق اهل البيت ورؤسهم بجانب الاجساد


هذا وجه من صيف يا أنت


ما زال يلوح كلما اردنا النسيان


ليعيدنا الينا


فنسياننا يعني اننا غيرنا


وما كنا نحن سوى نحن


ولن نكون


فاقتربي أنت


واقرئي علي وعلى الطيور


وورقائي ما سيكون


فربما هدأنا قليلا


اقرئي علينا


حروفنا التي تقيل على سفوح الجليل


وتأبى الرحيل


اقرئي يا أنت


وأتمي الالوان


فالاخضر والابيض والاسود


ينادون شقيقهم الاحمر


فاقرئيه لهم


فانهم يدركون انه في جيبك وحبرك وقلبك


**


حدثني رجل كان يسكن بالجوار زمانا


عن بدايات السواد قال :


كنا نغازل الشمس ونغزل لها مناديل فرح كل صبح


كانت ترافقنا كل يوم حين تفيق


وتظل معنا حتى يبتلعها بحر حيفا


كان اسمه بحر حيفا


قال : لم ارحل عن هنا


وقد مضى من مضى وقضى من قضى


كنت اعمل في طبريا قرب البحيرة


كان ماؤها عذبا


وكنا نهرِّب الخبز للاولاد


كانوا يمنعوننا من تهريب الخبز


وكنت كل يوم اهَرِّبُ رغيفين


نتعشى رغيفا والثاني للافطار وزوادتي


اذ لم يبق لدينا قمح بعد ان احرقوا المحاصيل


صعدت الحافلة من طبريا الى الناصرة


وكان معي رغيف


وجلست في الكرسي الاخير


وصعد الشرطي الباحث عن الخبز والارهابيين


كنا كلنا ارهابيين في عرفهم


قلت مقاطعا : ما زال الحال كما كان


قال : رأيت الشرطي فوقعت في ورطة


والرغيف في عبي


وفجأة لمعت فكرة


بدأت آكل الرغيف


وحين وصلني كانت اللقمة الاخيرة


ابتلعتها ومضى عني الشرطي


**


هذا وجه للزمان الجديد يا أنت


وما أكثر وجوه هذا الزمان


والجليل يقرئك السلام


ما زال قسطل صفورية على حاله


لكنهم غيروا مجرى الماء فيه


وجف دمعه ، وصار من يود زيارة القسطل يحتاج تذكرة


يااااااااااااااااااه


كم موت علينا أن نسقاه


كيف الشروق عندك؟


فشروقنا أربد القسمات


وهل ينبت الربيع حيث أنت؟


فنحن يكاد يفارقنا الربيع


أطلي قليلا على الجليل


ما زال يرنو للجهات يتفقد العابرين


اطلي عليه يا أنت


قولي له انك عائدة مع الشروق


عساه ينام ويستريح من الانتظار


**


ما زال صيف بعيد في الذاكرة يلوح


كنا صغارا ننهض قبل الديك مع الجدات


كانت نساء الحي تجتمع تحت التين


يجمعن المحصول


ثم تنادي احداهن علينا


( يلا يا اولاد اركبوا الحمير وعلى سوق الناصرة )


وكنا نمضي صوب سوق الناصرة


نبيع التين ونرجع


وكان للصباح جماله


والطفولة تملي سطوره على الذاكرة


ومضت مواسم التين


ولا تين اليوم سوى البقايا


***


كانت امنا تصحبنا في اذار


الى البراري لقطف الزعتر


ونجمع معها اكياسا فخير البلاد كان وكان


وكنا نراقب تحويش الزعتر حتى يصبح مناقيشا


اما اليوم


فمن يقبض عليه يجني الزعتر


يحاكم بجريمة التعدي على البيئة والطبيعة


اصبحت طبيعتنا لغيرنا


**


وتمضي الايام


وتسير عقارب الزمن


ونشب عن الطوق


ويداهمنا الصبا والشباب


على قارعة مهملة


ونكبر قليلا


قال ابي : سنزرع ارض الجبل زيتونا ولوزا


فالاشجار في الجبال تثمر وتصون التراب


وزرع ابي وزرعنا معه


وكانت عين "جنان" كما كان ابي يردد - خبط العصا


وكنت اسير للعين مع الحمار


أملأ الاسطال واضعها على الحمار في السحارة


واعود واسقي الزيتون واللوز


واتمطى على التراب تحت شمس الضاحية


ثم أعاود الكرة


وكبر الزيتون واللوز


وطابت الثمار ، وطاب الزيت والزيتون المخلل


وتابع الزمان خطوه


وكان يوم الارض


ولم يقتنع ابي انهم سيسلبون الارض والشجر


كان دائما يردد : لن يأخذوا أرضي


فانا نكشتها وزرعت الشجر


وزرعت على اطرافها الدوالي والتين والسرو والقصب


وذات صباح مشؤوم


رأينا البلدوزر يقتلع الشجر ويجرف التربة


لتقوم هناك مستعمرة ( هار يونا - كلمتان عبريتان معناهما - جبل يونس)


وأسرع الداء في أوصال أبي حتى قضى بحسرته


ونحن بقينا بعد أبي


نحاول الى اليوم استيعاب منظر البناء مكان الزيتون واللوز


لكن عبثا يا أنت


فالزيتونة واللوزة أجمل من كل بناء الدنيا


وظلال الزيتون والنسيم أنعش من كل المراوح


ويمضي الزمان بنا


وتلوح جفرا وتعِنُّ في البال :


جفرا ويا هالربع ** مال الدهر فينا


فلسطين جنة عدن ** صارت لاعادينا


والقلب يطفح حزن ** علِّي جرى لينا


متى يدور الزمن ** على الصهيونيهْ


**


ويطل أبو الزلف برأسه يرمق الجفرا ويصيح


هيهات يا ابو الزلف ** زلفه يا لبنيهْ


فلسطين عهد وْوَفا ** تبقى عربيهْ



ما عاش بَرْضي غُرُبْ ** ولا دام مُحْتلِّ


يا ساكنين النقب ** والمرج والتلهْ


فلسطين أرض العَرَبْ ** ما تِقْبَلِ الذلِّهْ


ثوارِ إرموا لهبْ ** بيدوا الهمجيهْ

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
محمود مرعي غير متصل   رد مع اقتباس