20 / 07 / 2010, 00 : 02 AM
|
رقم المشاركة : [190]
|
أديبة وشاعرة لبنانية
|
رد: الأديبة الشاعرة أمل طنانة في حوار مفتوح بالصالون الأدبي يحاورها الشاعر يسين عرعا
أهلاً بالعزيز يسين والأسئلة السّاخنة!!
علاقتي بالسّياسة سيّئة للغاية..
ببساطة: لأنّها تحتاج عقلاً أكبر من عقلي بكثير، وديبلوماسيّة لا أملك منها مثقال ذرّة....
سأخبرك بشيء:
لا يعجبني أن تعمل النّساء في السّياسة!!!
أرفض هذا العمل للمرأة جملة وتفصيلاً، لأنّه ضدّ طبيعتنا، حيث مشاعرنا تطغى على منطقنا وتحدّ من قوّة الصّبر والحكمة والإرادة..
نسبة ضئيلة من النّساء من برعن في العمل السّياسي..
وهنا لا أقلّل من قدرات النّساء العقليّة، لكن للعمل السّياسي طبيعته البشريّة الّتي لا تلائم المرأة..
مثلما لا أحبّذ أن يعمل الرّجال في التّدريس أو التّمريض لحاجة هاتين المهنتين إلى مستوى عال من العاطفة لايملكه أغلب الرّجال....
وعلى كلّ حال:
إنّ ما أعلنه دائماً من مواقفي من الواقع السّياسي إنّما هو موقف وطني بحت، وليس سياسة..
أذكر حين كنت في الرّابعة عشرة من عمري انّي كنت معجبة جدّاً بحزب البعث العربي الإشتراكي..
وكنت أذوب بشخصيّة الرّئيس السّوري الرّاحل حافظ الأسد..
ومازلت على إعجابي وذوباني..
لكنّني لم أفكّر يوماً بالانتماء إلى حزب البعث، رغم إيماني بمعتقداته..
واليوم: أنا معجبة إلى حدّ الذّوبان أيضاً بحزب الله اللّبناني...
لكنّني لست منتظمة في صفوفه، ومعجبة بكثير من الأحزاب والحركات الوطنيّة المقاومة للعدوّ الإسرائيلي ..
منها حركة أمل والحزب القومي السّوري والحزب الشّيوعي وحركة حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين والإخوان المسلمون في مصر، وغيرها..
تعدّد هذه الأحزاب لايشغل بالي مادامت متّفقة على مبدأ واحد:
هو العداء لإسرائيل ودعم المقاومة حتّى استرجاع فلسطين كاملة من البحر إلى النّهر دون مساومة......
ولأنّي شاعرة:
فإنّ ما يشغلني هو الاهتمام بالمبدأ الوطني، وليس التّفاصيل...
الأديان والمذاهب والمعتقدات المتعدّدة نعمة إنسانيّة حقيقيّة ..
ولو شاء الله لجعل النّاس أمّة واحدة.... ولايزالون يختلفون...
الإنسانيّة والحضارة هي أن تعيش ضمن هذه الألوان وتبقى على مسافة قريبة من الجميع...
أريد أن يعمّ الفكر المقاوم في عالمنا العربي تحتّ أيّ راية وأيّ حزب وأيّ طائفة وأيّ دين وأيّ مذهب...
لايهمّ.. في النّهاية لابدّ من الاختلاف الحضاري والصّحّي...
الاختلاف يعلّمنا أن نحترم الآخرين ونقدّر إنسانيّتنا...
لا أفكّر قطعاً بالعمل السّياسي وقد عرضت عليّ عدّة مناصب سياسيّة..
ومنها مناصب مغرية جدّاً..
لكنني أعتبر أنّ رسالتي في الحياة أكبر وأوسع من أن يحصرها العمل السّياسي..
هي رسالة الإنسانيّة.. رسالة الشّعر.. رسالة الكلمة..
عملي يرتكز على تهيئة الوجدان الإنساني لإنصاف الإنسان وتحريره من وجعه أينما كان..
تحتاج قضيّتنا إلى جميع الأديان والمذاهب والاعتقادات والألوان والأجناس والعروق..
حزب الله في لبنان يقود اليوم مقاومتنا ويحقّق لنا الانتصارات..
لذلك يعيش حزب الله في وجداني حتّى العمق...
السّياسة ضمن تعريفي:
علم يفتح به البشر أبواب القلوب والعقول الموصدة..
ويزيلون به العوائق بينهم وبين الآخرين..
وهي السّلوك العملي لقوله تعالى:
(ولاتستوي الحسنة ولا السّيّئة، إدفع بالّتي هي أحسن، فإذا الّذي بينك وبينه عداوة كأنّه وليّ حميم)...
لكن، هل هي كذلك اليوم؟؟؟
أترك لك الإجابة...
|
|
|
|