الموضوع: متآكلا بالصمت
عرض مشاركة واحدة
قديم 20 / 07 / 2010, 50 : 06 PM   رقم المشاركة : [1]
محمد المنصور الشقحاء
كاتب نور أدبي
 





محمد المنصور الشقحاء is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: الرياض / المملكة العربية السعوية

:rose: متآكلا بالصمت



متآكلا بالصمت



في رحلة قاسية تشكل وجها متآكلا بالوجع، ومع الغضب هام في شوارع المدينة الراقدة في أحضان جبال السروات جسدا متآكلا بالصمت، تزوج وطلق في عام واحد نعتته بفاقد الرجولة؛ غير انها لاحقته وهي في الشهر الثاني من العدة بأنها حامل، مع شكه لم يقف أمام تسجيل ولدها باسمه.
احترف أعمال كثيرة موظف حكومي سائق سيارة أجرة وحارس في مركز تجاري تعدد أنشطته وقود هوايته في الرسم ويرفض اعتباره فنان تشكيلي وأن بعض شخبطاته اختارها أصدقاؤه لتكون تعريفاً لكتب أصدرها النادي الأدبي .
وجاءت ذات مساء كان يقف في بوابة القادمين في المطار باحثا عن راكب ينقله، تلفتت حولها ثم جلست في مقاعد الانتظار وخلت الصالة من المسافرين، تحركت على الرصيف قلقة اقترب منها شيء دفعها للسير بجواره ركبت بصمت السيارة.
عرف أنها قدمت لتشارك في عزاء أختها التي ماتت بعد معاناة مع المرض، طلبت رقم هاتفه لتسهيل تنقلها حتى عودتها لمدينتها ومنزلها في الشمال.
في اليوم الثالث جاء اتصالها أوصلها للسوق لا يدري ماذا تريد، بعد تجوال طال عادت، عرف إنها تبحث عن شيء فقدته؛ الرابعة عصرا اقترح تناول فنجان من القهوة في منتزه في أعلى جبال المدينة، لم ينتظر إجابتها فاتجه غربا لم يكن المقهى بعيدا .
في الصباح وهو يهم بمغادرة الدار جاء اتصالها، كانت ترتب سفرها في مكتب الطيران أكدت رقم رحلتها، ولفت نظرها حفاوة الموظف، عرفت هوايته فأصرت على زيارة مرسمه، ارتبك غير إنها حاصرته تجولت بين رسوماته وألوانه شعرت بالرعشة أمام وجه فتاة تشبهها وطفل ملامحه غريبة .
قال: زوجتي وابني.
قالت: نعم ؟
قال: طليقتي.
وهو يوصلها طلبت منه قبول دعوتها للعشاء، فرحلتها في العاشرة ليلا تحول هو المضيف نصب طاولة الأكل بين لوحاته وعلب الألوان، بعد المغرب جاء هاتفها تجول بين شوارع المدينة وأزقتها المظلمة في وجودية مدمرة؛ في الثامنة كان الاثنان يجلسان على مقعدي الطاولة، نهضت تفتت كآبة الغرف المعتمة ولتعلن البؤس الذي يمتصها لاحقها بنظره .
تجاوز انهزاميته وتذمره باحثا عن الحب شاطرته جنونه في إثبات وجوده ورجولته مع تخل عن عقلها معرية قشورها لتغوص في أيام طفولتها، أنه الماضي الذي ينتقم من كل شيء، تمرغ في داخلها إلى حد الموت.
في المطار دخل معها إلى صالة المسافرين، تناولا مشروبا بارداً والمذيع يعلن توجه المسافرين إلى بوابة السفر شدت على كفه لتمتص واقعه ومشاعره، ليبدأ المرحلة الثالثة من حياته. &

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
محمد المنصور الشقحاء غير متصل   رد مع اقتباس