كنفاني .....والأشباح ماتوا
آدم يونس
قبل أسبوعين كانت الذكرى الثامنة والثلاثين لجريمة صهيون بقتل المبدع
الإنسان المقاتل من أجل الحرية غسان كنفاني،
حيث انتشرت روحه تسبح في عقول وقلوب وأرواح الفلسطينيين والعرب وكل المقهورين في العالم،
لتطبق عمليا ما قاله جيفارا " وطني حيث يكون القهر"،
تابعت ذكرى استشهاد هذا العملاق في كل زوايا المقهورين في فلسطين،
وجدت أنهم اليوم أعادوا إكتشاف غسان للمرة المليون أو قل المليار،
لأنه في كل يوم نجد من يعلن بعضا من غسان أيقونة للحرية
التي لا بديل عنها غير الحرية كما يقول غسان نفسه،
وأجد نفسي ايضا متسمرا عند مقولة كنفاني
" الأشباح ماتوا ..قتلتھم الفیزیاء..وذوبتھم الكیمیاء..وأرعبتھم العقول"
هل صحيح أننا نقدس غسان لأنه فقط شهيد،
أم أن ما أبدعه في قصصه ودراساته هي بحد ذاتها مقدسة،
لا شك أن استشهاده شكل انتصارا له على بربرية صهيون،
لكن إبداعه سبق استشهاده بل وسبق الثورة الفلسطينية نفسها،
حيث كان نبيا مبشرا بها في أكثر من قصة ومقالة وكتاب،
وهنا أدخل في المعني العميق لمقولته حول الأشباح،
إنه يدلنا على طريق المنعة والقوة، إنه العلم في الفيزياء والكيمياء،
أليس محزنا أن نقرا ذلك الآن ونجد كل الفلسطينيين والعرب لا زالوا في هذا الخصوص أطفالا تحبو ؟؟؟
هل نحن إلى هذه الدرجة من ضعف الوعي أم أن بعضنا لا يريد أن يفهم قوانين العصر؟؟؟
يضيف غسان بعد ذلك " العقول" كقوة قادرة على تدمير الأشباح،
عن ذلك باختصار يعني
أنه حتى الأشباح التي كانت مصدر رعب لكل من يدب على الأرض العربية،
هذه الأشباح بقوتها الخارقة تهاوت تحت ضربات العقل المستند للعلم،
ومع ذلك وبعد الهزائم المتلاحقة بشعبنا وعربنا لجأنا إلى الأشباح وتفكيرها،
لتنقذنا من محنة الهزائم التي نعيشها ،بدلا من التمسك والتعمق
في العقل المستند للعلم كقوة ومنعة لنا
تسحق كل عدوان علينا من صهيون وغير صهيون،