في قانا حصلت أولى المعجزات لسيدنا المسيح (ع)
من تكثير النبيذ والخبز والسمك
جُـنَّ (إيهـوذا) يَـلــَمُّ جَـرادَهُ
ليَجـُبَّ في التـّاريخ ِ فـَيضَ السَّـلـَّـتـينْ
يَـتَـنـاهَبُ الخـُبـزَ المُـقـدَّسَ والـنـَّبـيـذَ بلـؤمِهِ
ويـُدنـِّسُ الأجْـرانَ والألوانَ في
ويُدَحـرجُ الفِـكرَ المُـغامرَ بالرَّمادِ مُصَحـِّرًا
أثوابـَها الخضراءَ مَـجـْنى الجـنـّـتـينْ
ويـَحِـمّ ُ في لـَهَـبِ الرِّهـان ِ مُـقـامِرًا
بِـتسابـُـق ِ (الأزلام ِ) في مِضْماره ِ
لـيُسَوّقـوا أثـداءَنـا ورمالنا والقـُـبْـلـَتـَـيـن ْ
خــَلعـوا جَلابيبَ التـَّـقـيــَّةِ..
والـبـَقـيــّةِ مـن بقايا
قَصَّة ِالتـُّوتِ الـّتي ثــَـقــَبـَتْ..
قــَـداسَتـَها حِكاية ُ مومِسٍ حَطـّابةٍ
شَحَذَتْ فؤوسَ البَغي في (ماخِـورِها)
وأباحَ خادمُها بـِـبَيع ِغـصونِنا
فـَبــِكـيس ِ (إيهوذا) ريـوع ُ الحالتينْ
حـَمْراءُ فـي تـَقـويـمِـنـا
كُـلّ ُ الـليـالي والمَذابح ُ والحِسانْ
(بَـيـروتـُنـا) بـِعُـيـونـِها خـَرزَت ْ
حَـديـدًا دَقــّهُ الحـاوي لـَها
تـُـراقِـصُ خـَـيـْطـَهُ كالبَهلوانْ
مَبْهورة ً..! بالدُّميَةِ السَّمراءِ تـَمْنـَحُ قــُبلة ً
في سَـكرةٍ ( مَـعَ كونـْدَليْ ) وظِلالـِها
حَـمَّـالـة ُ الحَطبِ الـذَّكيِّ بجـيـدِها
وعـَدَتْ بـِـرأس ِالمِـعـْمَـدانْ
ودَ مُ الـرِّفـاق ِبـكأسهاِ
لِـتــُلامـِظ َالعُهْـرَ المـُنـَـفـَّط َ نـُطـْـفـَة ً مَوروثـَة ً
تـَستـَبْـضِعُ الأجْـلافَ تـَـنْسخُ زُلــْـمَـة ً (1)
خَـيْـشومُهُ للـقـَـرْعِ في سَــفـَـدِ الـرِّهـانْ
أَنـِـفـــــــــــــَتْ جَـنوبًا لـلـرِّجـالِ أنـُوفـُها
وتـَـضمْـخـَتْ بارودَهـا والأرجُـوانْ
فـَـلـْتـَـرتـَـدي (بَـيـروتـُــنا)
مِنْ شَرِّ غـُسـّـاقٍ مُـلاءهْ
واخْـفِ السّفـورَ خَـناجِـرُ الأعْـرابِ غـادِرة ٌ
كـَـمَتْ تـَحْـتَ العَـباءهْ
مـا كـُنـتِ يـَومًا عِـنـدَهَـمْ
أو لـيلـة ً حَـمْـراءَ ..
هُــبـّي وانـْـبـِـشي إرثـًا
يـُقـاتــلُ بالـقِـراءهْ.....
وتـَثــَوَّبيْ... بـِردائـِكِ الأرزِ العَـتـيـقْ
والسِّنـْديانُ غـَـرامُـنا السُّوريُّ في
فـَلـيـقـْصِفـوا ويــدَمـِّـروا
أعْــشاشـُنـا تـَحـتَ الـرّكـامِ تـُحـَضِّـنُ الـبـَيـْضَ (الفِـنِـيـقْ )
وغُـصونُ (قـُـدْ مَـوسَ) الـمُجَـذ َّرة ُالسِنـيـنْ
رَشَـقَـتْ شُـلوحًا بالـجَـنـوبِ مُـقـاومـيـنْ
غـارًا وزَيـتـونا ًوبـارودًا... بهِ قـَسَموا اليَمينْ
صَد قــوا بـِما وعـَدوا فـَسَلْ
(مـارونَ رأسٍ) عَـنْ نـَـجـيـعـِهِـمُو لـِتـُخـْـبـِرَكَ الــيَـقـينْ
وزَها القـَصيدُ مُفاخِرًا ومَـضى
يـُلاقــِط ُ عَـنْ نِــعالِهــمُو غـُبارًا قاذيـًا
وقـَوافِ كـُحل ٍ..في عُـيـون ِالخانعـيـنْ
أفـواهُ (قـانا) تـَسألُ العُـرْبانَ والسِّّـكـِّينَ في صَمتٍ..
لـِمَ الوَئــَّادُ يَـفـْـتِكُ في صَبايا (مِـرْوَحـيـنْ)؟
فـَعـَُـيـونهـُنَّ مَصاحِفٌ ماذُقـنَ طَعـْمَ المِكحَلهْ !
زُغـُبٌ ..وما نـَطـقـَـتْ ثــُغـورُهـُنَّ إلا ّالبَسْمَله ْ !
جَـلبـتْ إليهـِنَّ الوحوشُ المِقـْـصَلهْ !
فـَتـناثـرَ العِـقـد ُالصَّغـيـرُ حَــقائِـبًا
وجَـدائلا ً مَضْفـورة ًومُـفــَلــّـلهْ
فـَـبأيّ شَـرع ٍ يُستباحُ الياسَمينْ ؟
وكأنَّ ( يـَهـْوا ) ما ارْتـَوى !
وفـَطـيـرُهُ مـازالَ يُـخـْـبـَـزُ (ساذجـًا)
فـَـدِماؤهـُنَّ مَـنافِـحٌ
لِعَـجـيـنِـهِ المَطبوخ ِمنْ حِـقـدِ السّـنينْ
تــَبــّـًا لِــبـاكٍ رامَ أحْـجارًا وأطـلالَ الجُـسورْ
ولـِسائحٍ في دارهِ قـَضَم َ الجُــذورْ
إسْـفـِـنـْجـَة !!!ٌ يَمتـَصُّ ما بالكـونِ ألوانـًا
وبـَـعـْـدَ غــَدٍ يـَـثـورْ
نـَخـبُ الـكـرامِـةِ لا يـَروقُ شَـرابـَهُ
مـُُستـمـْرئـًا وحـلا ً وطــيـنْ
قــُمْ والـتـَحِـقْ بـِـغـُبارهِم ْ
لِــتـَمـوتَ حَـيـًّا واقــفـًا
فــَكـفاكَ طـُهْـرٌ إن لـَحـِقــْتَ الــثــّائِـريـنْ
نشرت بجريدة الأسبوع الأدبي/ اتحاد الكتاب العرب / دمشق/ العدد 1221
حسن ابراهيم سمعون /15/7/2006/