رد: رسائل إلى حبيبي المعتقل
الرسالة الرابعة والستون
تجولت اليوم بين عقول الكثيرين لم يلفت انتباهي شيء ...سوى عقولهم الفارغة المشبعة بالماديات.
وجدت عقلك يحوي كل شيء ..؟ إلا الذين أفرغوا قلوبهم وجيوبهم على الملذات.
لا أعرف كيف سمحت لنفسي بتفسيرك...رغم أنك لا تشبه كل الكتب التي تكتنف بين سطورها أسرارا تقطف رؤوس وقلوب الكثيرين ..لتكون مفكرة بقلبها مقابر جوعا مفتوحة الأفواه.
أعترف بالعجز فلم أفسر إلا ما يدركه عقلي الذي لم ينضج بعد ..
فالحب لا يعرف البلوغ والنضج.
قد لا أمتلك جمال الكثيرات وإثارتهن ...؟!لكن أدرك بأني عندما امتلكت قلبك أصبحت امرأة كاملة .
كم يسعدني بأني أزداد وهجاً بحبك ...
كم جميلة هي القناعة و بأنك لا تسعى سوى خلف قدرك الذي تختاره أنت لنفسك.
قبل أن أعرفك كانت حياتي مبعثرة مترامية الأطراف يثقلني الحمل الذي وكلت به فما نفسي إلا أمانة لم أحسن الحفاظ عليها ..
والآن بعدما عرفتك بدأت ألملم ما بعثرته السنون ..كم هو جميل أن تكون سبباً في إسعاد الآخر.
أتخيل إن اليوم الذي سيجمعنا قريب ..ولكنه ليس قريبا جداً.
|