حين تنفتح بساتين القلب
[align=justify]
[align=justify]
هدى يا وقتا معلقا أبدا في كلّ ثواني الوقت ..كنـّا في مهرجان الشعر أربعة شعراء ، أي في اليوم الذي شاركنا فيه ، المهرجان يمتدّ لمدة شهر في قلعة الحصن وفي الناصرة وفي الوادي، هذه المناطق المسكونة بالجمال ..كانت الشاعرة مادلين إسبر تجلس إلى يساري والشاعران الآخران يجلسان إلى يميني حيث اقترحتُ أن نلقي كل واحد قصيدة فلقي اقتراحي قبولا حيث وجدوا فيه الجديد المغاير ، وامتدت الأمسية لوقت طويل حيث الحضور كبير وأكثرهم من الأدباء والأديبات .. كان ذلك مساء الأحد 25/7/2010 .. وبالفعل كان إلقاء وشعر الجميع مميزا جميلا ..
طبعا لا أريد أن أتحدث لك عن الأمسية وما جرى فيها من احتفاء كبير بنا ، والتمام حولنا .. لكن أريد أن أصل إلى قصيدة ألقيتها ولقيت إعجابا كبيرا وقوطعت بالكثير من التصفيق مرارا وتكرارا ، هذه القصيدة هي " غدا تعرفين " وهي بطبيعة الحال مكتوبة لك ، بل مسكونة بك ، ومتصلة اتصال الشريان بكل ما زرعته من حبك فيها .. حين كنتُ ألقي هذه القصيدة فعلا تمنيت أن تكوني حاضرة ، تمنيت بشدة لن تصدقينها.. كنت أخاطبك بكل شراييني وندائي وحنيني وحبي وصرختي ..
أتدرين وأنا القي القصيدة انفتحت بساتين القلب دفعة واحدة .. هل جربتِ أن تنفتح بساتين القلب دفعة واحدة .. وبشيء كان ساحرا وغريبا يا هدى كنتُ أبكي في داخلي .. وفي لحظة مقابلة كنت أضحك .. ثم أضمك وأناديك وأسأل لماذا ؟؟.. لماذا نكسر أحيانا أروع لحظات عمرنا ونراوغ بين اهتزاز الاشتعال حبا والتمنع المجنون أو الادعاء بأننا لا نحب.. كنتُ أسأل : هل علينا أن نفتح أصابعنا في لحظة حمق لندلق من بين الأصابع أروع وأجمل وأحلى ما منحنا الله من عشق لا يمرّ في حياة الإنسان غلا مرة واحدة ؟؟.. شعرتُ بأنني أريدك أن تسمعي كل هذا الذي يدور في داخلي خلال لحظات أخذت تتقافز مثل أرنب بريّ مجنون .. كنتُ أنشد القصيدة وأفكر ، ولم ينقطع سيل التفكير إلا مع عاصفة من التصفيق المفاجئ .. هل كانوا يصفقون للقصيدة أم لأفكاري التي كانت تدور في رأسي بحمى عشق ما كنتُ أتمنى أن ينتهي ؟؟.. وسؤال الغريب الذي ما زلتُ احمله داخلي ما معنى أن أكون بكلّ هذا النكران ولماذا أعذب من أحب ومن يحبني ؟؟.. هل هو نوع من الغرور الحمق تعودته في مسيرة شاعر وجد الأنثى إلى جانبه ومعه على طول الخط ؟؟.. فصار مسكونا بهذا الغرور ؟؟.. لكن هل كل الإناث مثل تلك التي طال الزمن وهي إلى جانبي تتحمل كلّ تقلباتي وأمنيتها الوحيدة أن أكون سعيدا؟؟.. هل كلّ الإناث يحملن ربع أو عشر ما تحمل من صفات مذهلة؟؟.. أليس من الحمق ألا أنتبه لاختلافها عن كلّ إناث الدنيا ؟؟.. سأعترف أنها وحدها التي أوقفت عقارب الساعة وعلقت الزمن كما أرادت وكانت السحر كله ..وأعترف أنني حين أدير ظهري اخسر بدل المرة ألف مرة ..
والسؤال يا هدى هل تستطيع تلك الحبيبة أن تسامح جحودي من جديد؟؟.. هل تستطيع أن تضع يدها في يدي متناسية غروري وقسوتي وجنوني ؟؟.. السؤال يا هدى هل لمثل هذه الحبيبة أن تحتمل أخطائي الكثيرة بقلبها الكبير الذي أحبني بشكل جعل غروري يزداد بدل أن ينقص ؟؟.. بربك اسأليها وإن رضيت فاجعلي قلبي يسجد أمامها طاليا الغفران ، فقد تعبتُ من الادعاء ، ادعاء أنني لا أحب وأنا غارق حتى الروح والعمق بحبها ..
قولي لها يا هدى ، وأنت خير سفير إليها ، القصيدة واقفة على الباب تنتظر .. والأحلام تنتظر .. ووجيب القلب ينتظر .. قولي لها غفرانها هو الشيء الذي أريده .. اخبريها بربك كم أحبها .. اخبريها أنها الأنثى الوحيدة التي أوقفتني عند حبها فما عدتُ استطيع إدمان غيره .. أخبريها أنني مستعد أن أغزل من ضوء الفجر وردة بحجم حبي تضعها على مفرق شعرها .. بربك حاولي يا هدى ، فقد تعبتُ .. حقا تعبت .. فهل تفعلين؟؟..
طلعت سقيرق
27/7/2010
[/align]
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|