رد: فنجان قهوة ... ومساحة من البوح
[align=justify]
العزيزة ميساء ..
قد يكون هذا الموضوع يستحق إفراد ركن خاص به مثلا في منتدى قضايا الأسرة العربية نظرا لأهميته ..
لكن دعيني أوكد أن ما عنيته في حديثي هو شامل .. يعني أنع يعنيني كما يعني والدي و أجدادي و أبنائي ..
أنا انظر بعين التفاؤل يا ميساء إلى المستقبل .. لأن أبناءنا لن يقوموا بعمل إلا مشابه لما نقوم به نحو آبائنا و أمهاتنا .. فمثلا حين تراني ابنتي أو ابني أقوم برعاية أمي أو أبي من جميع النواحي بكل عناية وصبر دون تافف أو تضايق .. بل اقوم بذلك بمنتهى الحب و الرقة رحمة بهم و طمعا في رحمة الله ورضوانه ، فلا شك أنهم سيتأثرون بذلك .. حتى تلامذتي حين أقضي وقتا طويلا في الحديث عما يمكن أن يقوم به كل واحد نحو والديه ، أرى في عيونهم الصغيرة تأثرا و تصميما على عدم التفريط في أعز الأشخاص لدينا .. الوازع الديني يا ميساء هو أهم سلاح نقاوم به استفحال هذه الظاهرة .. وإذا فقد هذا الوازع الديني فلا مناص من رؤية أبشع من ترك عجوز منبوذ لمصيره ووحدته .. أما عن سؤالك :
لماذا لا يكون هناك مؤسسات ضخمة على غرار المدارس والجامعات
يجل فيها الشخص بمحض إرادته ويختار الخدمة التي يريد .. لمذا تكون دور العجزة
مثارا للشفقة بل هي بيوت ومنازل جميلة يتمنى أن يقضي بها الإنسان بقية عمره
فإني لا أرى في هذه المؤسسات ، مهما بلغت من رونق و نظافة و حوت من تسلية ، أن تعوض لحظة من الحب و الحنان ورفقة واحد من أعضاء الأسرة .. العجزة لا يهمهم جمال الأماكن بقدر ما يصبون للدفء و التواصل مع أحبتهم ، اللهم إذا كان هؤلاء العجزة ، كما سبق و أن ذكرت في مداخلتي السابقة ، لا أهل ولا عائل لهم ، أي من المشردين ..(مقطوعين من شجرة كما يقال في الكلام الدارج) ابتسامة .
محبتي .
[/align]
|