عرض مشاركة واحدة
قديم 23 / 02 / 2008, 52 : 08 PM   رقم المشاركة : [1]
نصيرة تختوخ
أديبة ومترجمة / مدرسة رياضيات

 الصورة الرمزية نصيرة تختوخ
 





نصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond reputeنصيرة تختوخ has a reputation beyond repute

الغولاغ و غوانتانامو و أخونا الإنسان

الحرب قذرة ليس فقط لأنها تحصد أرواحا بشرية و تخرب اقتصادا لكن لأنها أيضا تترك وراءها تبعات قبيحة و تزرع في النفوس أمراضا و أحقادا و تحول السلام إلى مفهوم هش مهدد بالإغتيال.
عندما أوجع اليابانيون الأمريكيين بضربهم لهم في عقر ديارهم في بيرل هاربور, كان من ضمن ردات فعل رئيسهم روزفلت و حكومته آنذاك أن يعزل اليابانيون المقيمون على التراب الأمريكي في مخيمات ليبعدوا بذلك عن المجتمع و عن ممارسة حياتهم اليومية المألوفة.
وقد يتذكر البعض بهذا مخيمات النازية الشهيرة و حكايات اليهود التعيسة في الحرب العالمية الثانية لكن ما قد تتناساه فئة من الناس أو تجهله هو أن مخيمات مشابهة عرفت في عهد السوفيات ,كانت تسمى بالغولاغ وانتشرت في أرجاء مختلفة من الإتحاد السوفياتي الكبير(سيبيريا,منغوليا,أوكرانيا,...) وقد عجت بآلاف المواطنين خاصة في عهد ستالين فيكفي أن يشك في معارضة شخص ما أو عدم ولائه ليرسل إلى أرخبيل الغولاغ ليحظى هناك بقساوة المعاملة و يرغم على الأعمال المنهكة و الشاقة.
خلاصة القول أن اليهود ليسوا الوحيدين ضحايا مخيمات العزل لكن إذا عدنا إلى أمريكا و إلى قرار الراحل روزفلت سنجد أن هناك رجلا إسمهFred Toyosaburo Korematsu قال لا و رفض أن يزج به هناك والرجل معه

حق فهو ولد في ولاية من الولايات الأمريكية مما يمنحه الحق في الجنسية الأمريكية حتى وإن كان والداه يابانيان, فأي تمييز عنصري هذا?
ورغم تواجده قسرا و قهرا بالمخيم فإنه استمر في احتجاجه و رفع دعوته إلى أعلى و أسمى هيئات القضاء الأمريكي وكسب قضيته واعترف له بحقه بل وأنه أيضا كرم في عهد كلينتون ونال الوسام الرئاسي الحرية.
هذا الإنسان البسيط , ذو العزيمة القوية لم ينس قبل أن توافاه المنية أن يحتج على معتقلات غوانتانامو لأنها ذكرته بالمخيمات التي ناضل يوما لكي يخرج منها .
وقد جاءت تقارير منظمة العفو الدولية لتؤكد كلامه وتشبه هذه المعتقلات بالغولاغ لأن السجناء يحرمون فيها أحيانا من حق الدفاع عن أنفسهم و من الحصول على محامين ناهيك عن التحقيق والإستنطاق كلما شاء المحققون و الزنزانات الإنفرادية التي قد تستقبل السجناء كل حين و التعذيب الذي قد يكون نفسيا أكثر منه جسديا لكنه لايقل ضررا و لايمكن وصفه بالمعاملة الإنسانية لأشخاص لم تثبت عليهم حتى تهمهم.
في غوانتانامو يلبس أفراد من أصول عدة و دول شتى بدلا برتقالية و يجهلون مصيرهم, كتب لثلاثة منهم الموت ولفئة أخرى ترفض الطعام أن تغذى إجباريا بالأنابيب و لثلة قليلة أن يفرج عنها لتحكي ماقاسته.
المخرج مايكل وينتربوتوم كان لديه الجرأة لاستغلال تصريحات بعض المفرج عنهم لإنجاز فيلمه"الطريق إلى غوانتانامو"ليوضح عتمة الحقيقة ومعاناة السجناء.

الرجل كرم على عمله فنيا لأنه حاز على الدب الفضي في مهرجان برلين للعام الماضي لكن أصحاب البدل البرتقالية لازالوا يواجهون نفس المصير.
قال ونستون تشرشل :'أن يودع امرء السجن دون تهمة يعترف بها القانون أو دون محاكمة قانونية ,مسألة كريهة جدا,لاشيءيزعج الضمير الإنساني أكثر من أن يسجن إنسان أويحتجز فقط لقلة شعبيته, هذا مساس بأساس الحضارة."
كلمات تشرشل هذه و ندا أ ت الصليب الأحمر الدولي ومجهودات منظمة العفو الدولية ونضال منظمة حقوق الإنسان ووقفة رجال كفريد كوريماتسوأو كمايكل وينتربوتوم كلها تصب في بحرالمطالبة بسيادة العدالة و لإنسانية و كلها تذكرنا بوقفة وضمير أخينا الإنسان بغض النظر عن انتماءه, لكنها أيضا تجعلنا نلمس التناقض المريع في كلام من أتوا لتحرير العراق وأفغانستان و من ينادون بالديمقراطية و القانون وفي نفس الوقت يعبثون بكرامة الإنسان في أماكن مثل أبو غريب وغوانتانامو.




Nassira

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
نصيرة تختوخ غير متصل   رد مع اقتباس