رد: فنجان قهوة ... ومساحة من البوح
أما أنا فكنت أحتال على الأقارب حتى يقوموا بعملية تجليد الكتب
أي تغليفها بالنايلون اللاصق والذي كنت أتعب منه جدا وكان عدد الكتب كبيرا جدا
فكنت في كل عام أحتال على أحد الأقارب الذي كانت تبدو عليه السعادة الغامرة
للقيام بمهمة شيقة كهذه أما أنا فللآن لا أراها شيقة ...
وعلى سيرة أيلول وسيرة التجليد أفتح الذاكرة قليلاً ..
كان ذلك في عام بعيد ولكنه قريب مني كاللحظة .. كان أيلول وكنت في بداية
الصف الثاني وطلبت منا المعلمة أن نجلد الكتب .. كنا حضرنا من القدس للتو ولا نمللك أثاثا ً بالمنزل بعد
فقط حقائب الثياب والقليل القليل من الأثاث .. لم يكن يمضي على حضورنا سوى أيام ..
أخذت ماما تجلد لي كتاب اللغة العربية وأنا وأخوتي جالسون حولها كل يحمل كتبه التي بحاجة
للتجليد وأخي الكبير يحضن الراديو كعادته ويتابع الأخبار .. في اليوم التالي لم نذهب للمدرسة
فقد قامت الحرب .. الحرب غيرت أشياء كثيرة .. عدنا للمدرسة لكن كل شيء بدا مختلفا ً
هو أيلول دائما ً له ذكريات الحروب والدماء ولكنني أحبه .. الحمد لله
|