[خولة الراشد]

علمني ......أسطورة الولع
____________________________________
- علمني الفكر وسَهد الليالي
- علمني حديث الخيال ولهفة العشق تحت لجج المنايا والبحر
- علمني سِرّ غامض في واحات من الوَلع
- علمني كيف أمسح أدمعي وأمد يدي وأخرُّ له ساجدة وأقول
"رحماك يا إلهي اكشف عني شقائي وضرري"
- قال لي:
هكذا يا حلوتي يحيا القلب
- سرد عليْ أجمل القصص
- أمسك بيدي لنَخُط معا سطور ترتعش
- أيْ نوعِ من العلم يُلقنه لي..!
- هل يفسر لي حلم..؟
-أم يعلمني التَّحدي في عالم التُحف
في كل زاوية ورُكن وشِبر يَسري حبي له
وفي كل عِش يأتي منه مُلبيا يقول
يا غايتي ويا دار سعادتي
- صرخت : أَبي..أبي
لَوْلاكَ لما غَنيّتُ ورَقصتْ على ألحان عَذبة
- أنتَ من علمني العلم ..
ففي عينيك سفينة تلجُّ منها شعلة الغرام والحنين والمنى
- اسْبح يا أبي بين أمواج فكري لأنثر كل حروف الحب على جناح فضاءكَ
- هل هذا هو الهوى..!
- حدثتُ نفسي لما لا أبوح له مرات ومرات!....
لما لا أقول له منْ أنا !
لا..
سيهرب منّي وسأضيع بعد أن زرع
- قال:
يا فراشتي وبنيتي ما بالْ نفسكِ اليوم تَجْنَحُ ..
عانقني بشدة لنلتقي معا بين الزهور والجنى و تثير نسمات الرحيق ما زرعه لي بالأمس
- لا.. لا..
تحزني سَأُعَلّمِك يا فراشتي وبنيَّتي كيف تُحَلقين بجناحيك إلى ضوء الغَسق.
- كنت أتأمله والشَوق يغمرني
وفي قلبي ضَمَمْتُ صورته وبُحْتُ له بحقيقتي
-هتفتُ له وشفتاي ترتعش وأغمضت ناظري ومددت له حصاد عمري
- قلت له:
ها أنا أُسجل أَسطري في "أسطورة الولع "
هل أنت عاشق.. أم هائم ..أم عالم؟ .
.أَمْ هي أُكذوبة على مفترق الطرق...
هل هو خيال وحلم ؟
- قال:
لا تسألينني
...!! عن الهوى.. ..
ولا تبحثين عن سِر شموع العلم...
لا تسألين عن سِر الوادي المظلم
.- علمني رغم الأسى الذي يعانيه ورغم القيود والحرمان
كيف تبقى الحياة بكنزها الغامر ..
- كيف ألقي حسي الرهيف بسحر ابتسامة تشفي الجروح
- قال:
يا بنيتي افتحي قلبك لكل البشر ولا تخافي الخيانة ما دمت مخلصة
-قلتْ له:
- يا هنائي كيف أُعلمكَ الإلهام والشَغف
- كيف أعلمكَ حروف تَهمس لي بها
- كيف أُعلمكَ ما علمتني بالأمس!
- لم أحسب أنك ستجهل مواطني وترحل عن أرض ارتوت من شذى نخيلكَ وعطر قمحكَ العَذِب..
قال:
- نغمات روحي.. وخفقان قلبي ..وهمسُكِ ترتعش له أجزاء جسدي .
حتى هزَّ إحساسي بأوتار الهجر
- قلت له:
-يا هنائي لا.. لا تَجزع وأنت تاجْ المحبة ..والعلمُ ..والمَجد
لا تَجزع منْ قَدَر يَهيمُ على الأفق
- كُنْ واثقا وامْشي بِدَرْب قد شَدوت منه ألحان الأمس.. والغد
لا تَسْتلم للحزن والمرض
ولا تحْبس الفرحة حتى ألقاك في دار الخُلد
- قال: لي
- لم أعلم أن ما غرسته وبنيته بفؤادي سيصمد في تلال المجد وكفاح القَدَر
- لم أعلم أن الأمواج ستثور في بَحر الشِعر وألحان القوافي والنثر
- لم أكن أعلم أن القدر ساقني إلى لقاء الأحباب في جنائن دياري
- قلتْ: له
- يا هنائي.. ويا سعدي ..ويا فخري.. ويا مَرفأ العُمر
- سأكتب الخلود لذكراك على غُصن يافع على الأرض.. وعلى أسطورة الولع
حتى لا تَنْطَفئ أثار حلم كان يوما وأصبح الآن ذكرى
- ويعود ليعلمني كيف أَسْبح في كتاب الحياة وحروف النسيان الممطرة
- كيف أُبْقي الذكريات في صندوق من ذَهب
- فتتالت السنين وقررت أن أُخرج كلماتي من صندوقي المذهب
انتهت
أشكركم على هذه الفرصة ..
وأتمنى أن تنال إعجابكم فهي غالية على روحي
وأتمنى التوفيق لكل من يمر من هذا المرفأ ويتقبل مني تلك الخواطر المبعثرة
خولة
كتبتها في
01-10-2003
11:18