بصمات ورايات عربية / الصعود إلى القمة
[align=justify]
راية وبصمة : طلعت سقيرق
يجتاحني غضب ما .. شعور بالحيرة والأسف والتساؤل : هل من المنطق أن نصل عربيا إلى ما وصلنا إليه ؟؟..وتنطلق في الذهن أفكار عديدة تحلل وتحاول أن تضع اليد على الجرح أقول بيني وبين نفسي : من هو المسؤول ؟؟.. كثيرا ما نضع اللوم وبشكل آليّ على زعمائنا العرب ، وقادتنا وساستنا .. طبعا هم غير مبرئين ، لكن ألسنا بشكل من الأشكال متهمين ومدانين ومساهمين فيما وصلنا إليه ؟؟..
كل واحد سيقول " لا " .. ومن هنا تبدأ مشكلتنا الكبيرة ، تبدأ صورتنا المساهمة في انهيار كلّ ما هو عربيّ .. إدارة الظهر والتهرب من المسؤولية ودفن الرأس في الرمال أشياء لا تصل بنا إلا إلى زيادة الانهيار والتقوقع والتشاؤم واليأس والشعور بالإحباط والتسليم بما هو كائن على أنه قدر لا فكاك منه ، فهل هذا صحيح ؟؟..
قد يرى البعض وبشكل فوري على أنه من الواجب أن نفكر بالأمة الإسلامية لنشكل رافعة تنقذنا مما نحن فيه .. وبذلك نجعل الحمل الثقيل أصلا ، أشدّ ثقلا وأصعب ألف مرة على الحل ، ولنثق كلّ الثقة أننا حين نحلّ الأمور عربيا ، ونصعد إلى القمة من جديد ، تحلّ كل الأشياء الأخرى بشكل حتمي ، لأن الدروب تصل إلى بعضها أو تتلاقى دون أدنى شك .. لكن ما المطلوب منا عربيا ؟؟..
تعالوا نتفق على أننا بشكل شخصي وفردي مقصرون .. الاعتراف هو أول الطريق .. مقصرون عربيا وإسلاميا في نطاق حدودنا العربية إذ ما زلنا نعيش حالة التشرذم والانقسام والتفكير القاصر فيما بيننا .. وأول سؤال يخطر على ذهني هنا : ما معنى أن نرفع راية القتال بين السني والشيعي على سبيل المثال لا الحصر ؟؟.. كيف نستطيع أن نمضي خطوة واحدة إلى الأمام ونحن نفكر بعقلية متخلفة تفرق بين المسلم والمسلم؟؟..ومن أعطى الحقّ دينيا وعقليا ومنطقيا لإباحة القتل ونحن نعلم حق العلم أن من قتل شخصا واحدا دون ذنب فكأنما قتل الناس جميعا ؟؟.. والغريب أن يصل بنا الحال إلى هذا القتل الواسع المتعدد بفتوى من هذا وذاك ، ممن لا يحقّ لهم أن يفتوا فيما يناقض ما حرمه الله ربّ العباد ..
إلى جانب ذلك تعالوا ننظر إلى حالنا التي لا تسرّ كأمة أو بلاد عربية – كما تشاؤون – يحمل أبناء كلّ بلد الكره لأبناء البلد الآخر من أجل أمور غاية في التفاهة ووصول المدارك إلى الحضيض .. الأشياء هنا كثيرة متعددة ، والقريب منها هذا الخلاف الذي يخلق عداء من اجل كرة القدم !!.. هل هذا منطقيّ بأي منظار نظرنا له ؟؟.. هل تنساق الشعوب العربية لانفعال يخلق عداء وكراهية من أجل كرة القدم؟؟..وكرة القدم هذه مثال يمكن أن نعممه على الكثير من الأشياء ، فلنفكر بشيء من التجرد ، هل يصح هذا في القرن الحادي والعشرين ، ونحن نرى إلى التخلف يستشري في أمتنا ويصير علامة تدلّ علينا ؟؟..
ثم من أين أتينا بكلّ هذا الكره لبعضنا بعضا ؟؟.. من أتينا بكل هذا الحقد على كلّ نجاح يصل إليه كاتب أو مبدع أو مثقف عربي ؟؟.. ومن بعد : كيف نرضى بأن تكون الأمية داء بيننا في وقت ما عاد يسمح فيه أن تكبر مساحة الأمية التي تفتك بأي مجتمع ؟؟..من المسؤول عن ذلك الأميّ أم المثقف ؟؟.. الجواب واضح ولا يحتاج إلى كثير تفكير ، فالمثقف الذي يفترض أن يكون رائدا في شعبه صار متكسبا أو باحثا عن مجده الشخصيّ ليس إلا وهنا مكمن الداء ..
لننظر إلى صورتنا ولنسأل ماذا نقدم في هذا الزمن المتسارع الخطى؟؟.. وبكل صراحة أين نقف وأين مكاننا ؟؟.. لماذا نستطيب الهوامش ونرضى أن تكون من نصيبنا عل طول الخط؟؟..لا شك أنّ من حقنا أن نأخذ من كلّ مكان ما يفيدنا ويعطينا القدرة على التقدم ، لكن ليس من حقنا أن نبقى عالة على كل شيء في هذا العصر دون أي مساهمة منا .. لأننا بذلك نجعل الهوة بيننا وبين العصر تتسع بشكل لا نستطيع فيه بعدها أن نسير إلى الأمام ، لأن التسارع العالمي في كل شيء ينجز الكثير ، ومن لا يتابع ويشارك ويكون فاعلا سيكون الهامش مسكنه الأبديّ ..
لا أريد أن أطيل.. أرى أن نتخفف قليلا من مرض " الأنا " ونعترف بشكل شخصيّ وفردي بأننا مقصرون وأنّ علينا أن نعمل جميعا دون استثناء .. ومن لا يعترف بالتقصير فهو يكابر وآسف لذلك – عن جهل وعدم ثقة بالنفس .. والزمن لا يحتمل مثل هذه الأفكار التي تبقينا في دائرة التخلف إلى ما لا نهاية .. بطبيعة الحال لا نريد ندبا أو نواحا أو تقريعا للذات بل أن نعترف بالتقصير ونعمل كل من موقعه على تجاوزه.. قد تكون القمة جدّ بعيدة ، لكن الوصول إليها لمن يحمل نية صادقة ، ولمن يعمل ، ليس مستحيلا .. فهل نفعل .. ؟؟..
6/9/2010
-----------
أنقل الراية إلى الأديبة هدى الخطيب لتقول بصمتها ورايتها ثم تسلم الراية إلى غيرها ..
-------
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|