[align=center][table1="width:100%;"][cell="filter:;"][align=justify]
راية وبصمة: هدى الخطيب
ليلة العيد والعيد في بلادنا مظهر بات خال من أي جوهر، عيدٌ هنا وعويلٌ هناك، إسراف وتخمة هنا ومرض وجوع وفاقة هناك ونكبات وداء ودماء...
فساد.. وفساد وفساد...
نكبة رمضان بفضائيات استطاعت تفريغ الشهر الكريم من معناه وروحانيته وروحه ، فهل بعد هذا وذاك عيد؟!
الغضب في الصدر بركان والشعور بالمهانة لا يطاق واعتبار كل ما ينزل بوطننا العربي وأمتنا الإسلامية قدر لا طاقة لنا على تغييره انتحار مهين
الخطأ فينا وفي كلٍ منا
أين وكيف اندثرت أو تكاد الصفات الكريمة التي كنا نتحلى بها؟!
القيم والمبادئ النبيلة كالشهامة والرأفة ونصرة المظلوم
السر في مشهد اعتدنا رؤيته لسّيدة تنظف بيتها وترمي النفايات عن شرفتها إلى الشارع، من السيارة ، على الرصيف المقابل، إلى حديقة الجيران ؟؟!!
ثقافة أن نرمي أوساخنا على إخواننا وأهلنا وجيراننا!!
مشاهد عادية في بلادنا السعيدة لكنها تكشف تركيبة نفسية لا تستحق أن تنتمي لهؤلاء الأجداد بكل عظمتهم وقيمهم.
في المهجر كل الجاليات تدعم الناجح منها وتفرح به وتكون له عوناً وتعتبر كل نجاح وتميز لفرد منها نجاح للجالية وتنظم نفسها لتوحيد مواقفها بما يخدم مصالحها ويدعم حقوقها ويظهرها قوية موحدة محترمة، حتى الجالية السيرلانكية والزمبابوية...
جاليتنا السعيدة الوحيدة التي تقف على النقيض، لو رشح أحدهم للانتخابات أو نجح في تجارته أو حقق مكانة علمية الخ.. لأطلقوا عليه الشائعات من كل صنف ولون وانهالوا بالسياط وحاولوا بكل ما أوتوا أن يسقطوه ويحطمون نجاحه، فالموضوع بالنسبة لأبناء الجالية سباق إلى الخلف وما أدراك ما السباق إلى الخلف فنجاح أحدهم يعني لكل فرد منهم دليل فشل وتقدم عليه لا يرضاه ، لو حاولوا تنظيم وتوحيد موقف يعتبر هذا تحدياً وتسيدا، من زيد ومن عمر ومن عُبيد حتى يملون علينا مواقفنا وأسماء مرشحينا الخ..
ناهيك عن عصابات من أبناء الجالية تمتهن النصب على أنواعه وسرقة بطاقات ائتمان أبناء الجالية تحديداً وتهديد ووعيد وقصص لو أدليت بكل ما أعرفه لملأت مجلدات
رؤية الهلال لشهر رمضان ولنهايته والعيد، لا بد من التميز بالاختلاف فلله الحمد في كل مدينة في بلاد المهجر عدد من المساجد وكل مسجد لا يعترف بشهادة مسجد آخر لرؤية الهلال ومن الطبيعي أن يعلن كل مسجد بداية شهر رمضان مثلاً بخلاف المسجد الأقرب ، ويصل الخلاف أحياناً لحد الشجار والضرب الذي يستدعي تدخل الشرطة كما حصل ذات مرة حين اختلفوا صباح أحد الأعياد على اتجاه القبلة مما استدعى تدخل الشرطة لفض النزاع
المقاهي ما شاء الله تمتد في الشارع الواحد في المناطق التي تتمركز فيها الجالية وقد يندهش الوافد الجديد ويفرح بالمقهى بجانب المقهى حتى وكأنه في بلد عربي ، لكن تعدد المقاهي في الشارع الواحد له أسباب مختلفة، فهذا مقهى للسنة وذلك للشيعة وثالث للموارنة ورابع للأقباط الخ..
قد يتساءل البعض لماذا أذكر كل هذا وما علاقته في موضوعنا ؟!
أذكر هذه الأمثلة كشاهدة مغتربة على الحال المزري الذي نحن عليه اليوم في الوطن والمهجر وأينما حللنا!
ماذا يعني في نمط تفكيرنا أن نضحي بفلسطين من أجل منظمات وفصائل تم اختراقها؟!
ماذا يعني أن نلغي عقولنا إلى حد تقديس الزعماء الذين ثبتت خياناتهم بما لا يدع مجالاً للشك بتواطئهم مع الأعداء، ولماذا الدفاع عنهم والاستماتة في تجميل صورهم على حساب الوطن نفسه ونقف ضد بعضنا البعض من أجلهم؟؟!
ماذا يعني أن ننشغل بالتعصب الطائفي والمذهبي والعرقي والنكبات تنهال علينا جميعاً ولن توفر منا أحدا؟!
ماذا يعني أن يكون أعلى سقف تجاه النكبات التي تحل بالأمة مجرد الخروج بعد كل مجزرة ونكبة بمسيرات وتظاهرات وهتافات بالروح بالدم ( ولا روح ولا دم في الحقيقة ولا خمش أصبع ) ثم يعود الجميع قانعين إلى بيوتهم وكأن شيئاً لم يكن ، باعتبار أنهم قاموا بواجبهم وأدوا ما عليهم ، ويضعون اللوم بعد هذا على الحكام وترتاح ضمائرهم تماماً؟؟!!
أليس هذا الأسلوب بتخدير الضمائر بحد ذاته نكبة النكبات؟!
ماذا يعني مشهد أمة بأسرها من سادتها إلى عامتها تسير إلى حتفها كالقطيع وكأنها تنتحر؟!
لو افترضنا جدلاً أن حدثت معجزة ودعينا غداً للذود عن هذه الأمة كم سيبلغ نسبة من يخرجون للجهاد ؟!
صدق من قال: " نحن ظاهرة صوتية فقط "
أما الأمة الإسلامية فكانت دائماً تقوى بقوتنا وتضعف بضعفنا والتاريخ شاهد على هذا فنحن قبلتهم وقدوتهم وحين تنهار القدوة ينهار كل شيء...
هل كنت متشائمة جداً في بصمتي اليوم؟
ربما.. في ليلة العيد حزينة... حزينة جداً ولكني رغم كل الحالة المأساوية لو خيرت ألف مرة لا أرضى أن أكون إلا عربية ولا أرضى يا أمتي عنك بديلاً لا صوب الشرق أميل ولا صوب الغرب...
حرف الضاد هويتي ودمي وروحي فيه
مؤمنة بها رغم الظلام وبأن فجرها سيبزغ من جديد وتعاود الصعود إلى القمة لأن فجرها فجر الإنسانية وانتصار الخير والعدل على الشر والظلم....
----------
أسلم الراية للأديبة الأستاذة زاهية بنت البحر
[/align][/cell][/table1][/align]