الموضوع: الطفل المعذب
عرض مشاركة واحدة
قديم 01 / 01 / 2008, 28 : 06 AM   رقم المشاركة : [1]
كنان سقيرق
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )

 الصورة الرمزية كنان سقيرق
 





كنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond reputeكنان سقيرق has a reputation beyond repute

الطفل المعذب

كانت الغيوم الرمادية تبكي مطراً حين قرر ترك منزله أراد أن يبدأ حياة
جديدة بعيداً عن داره واهله .
انطلق من المنزل في اللحظة التي بدأ فيها الديك بالصياح كان يحث الخطا
في طريقه للمجهول حتى ظروف الطبيعة كانت قاسية عليه
حبات المطر تنهمر بغزارة وتبلل ثيابه الممزقة والرياح تخترق جسده لتشعره
بألم الوحدة وحقيقة الحياة الصعبة.
لقد تهالكت خطاه وبدأ يبكي حسرةً وألماً
أختطلت دموعه الصادقة بحبات المطر حتى بدت القطرات الصادقة جزءاً من
المطر المتهاطل لكثرة همومه وللوعة قدره.
بدأ يبحث عن وسيلة يجمع بها المال بكد يده وعرق جبينه
صال وجال باحثاً عن عمل الكل ينبذه ولا يرغب به لأنه طفل
مازال في الحادية عشر من عمره كانت قسوة القدر تبدو في نظراته وبؤس
العيش واضحاً في محياه أما جسده النحيل وقدماه التعبتان ويديه الصغيرتان
تروي قصة هذا المسكين.
نام بالعراء ليالٍ طويلة كان ينتظر طلوع الفجر بكل لحظة وثانية يريد
أن يحيى يوماً جديداً فربما يجد عملاً في اليوم الجديد إن أمله كبير
ياله من طفل إذا جاع أكل من ثمار الأشجار واذا لم يجد فيتناول أوراقها
ويبتلعها والدمعة ترجعه للماضي حين كانت أمه تحضر له كأساً من الشاي
مع الخبز والجبن في غرفته الصغيرة التي كان موقد الحطب يملأها حباً
ودفئاً يتذكر كل ماكانت والدته تفعله من أجله ويستمر في بكاءه الطويل
الذي أبكى عناصر الطبيعة من حوله الأشجار تنحني حزناً وصوت الرياح
يناديه من بعيد يشعر بأن أمه تناديه نعم أن روح أمه موجودة هو متأكد أنها
أن أمه في السماء تشعر به وتعطف عليه هي لم تتركه بعد موتها مازلت
موجودة هي تراقبه دون أن يراها.
تعود على حياته لم يعرف معنى لليأس كان عفيف النفس
لايطلب كسرة خبز من أحد . في أحد الليالي وبعد ما حادث نفسه مطولاً
قرر أن لايعمل كأجير عند الناس كما كان يحلم لقد خطر في باله أن
يحضر بعد قطع عيدان الشجر ويذهب بعدها لأحضار بعد الأوراق التالفة
المتناثرة على جنبات الشارع وبعد أن جمع كمية لا بأس بها ذهب
إلى دكان مجاورة وطلب من صاحبه أن يعيره مقصاً وأن يعطيه سيخاً رفيعاً
وطويلاً وسيحاسبه بثمنه لاحقاً وافق الرجل مباشرة لأنه رأى عيني الطفل تلمع
أملاً بدأ يقص الورق بأشكال هندسية ويمرر قطع من السيخ الرفيع فيها
ليربطها مع العيدان الصغرة لقد أنتهى وأنجز أول قطعة من أختراعه
لقد حمل العصا وركض فدارت الأوراق لقد نجح بأنجاز المروحة الورقية
ظل يركض سعيداً مبتسماً أنها أبتسامته الأولى منذ أن ماتت أمه وتجوز
أبوه أمرأة أخرى بعد وفاتها لقد نسي كل لحظات القسوى التي كانت تنصب
عليه من زوجة أبيه لقد تناسى كل الألم الذي كان يشعر به عندما يوبخه
والده ويضربه لأنه لا يسمع كلام زوجته الجديدة.
لقد تعب حتى أنجز عشر قطع من المراوح الورقية ولكن تعبه تلاشى
حين أشترى صبيان الحي الذي غادر أليه كل ماصنعه بسرعة لم يتوقعها أبداً
هكذا بدا يصنع ويبيع كل يوم عشر قطع. بدأ ينضج وشده الحنين إلى والده
أراد أن يعود كي يكسب رضاه كما قالت له البنت التي تعرف عليها كان
يطيل الحديث مع نسرين يحدثها عن ماضيه وعن مستقبله وهي تحب حديثه
وتسدي له بعض النصائح وأخر نصيحة كانت أذهب لوالدك أذا أنت لم تحن
إليه فصدقني ياهاني بعد غيابك ثلاث سنين قلب أبيك يحترق عليك.
قالت نسرين ربما والدك ظن الأنكليز قد قتلوك فهم لايرحمون قلوبهم قاسية
أنهم يعتبرونا في فلسطين عبيداً وخادمين لمصالحهم كلام نسرين أثر في
روح هاني وعاد بكل شوق لبيته الذي عندما أقترب منه لم يجد لا والده
ولا المنزل الذي قضى فيه طفولته المعذبة استغرب كثيراً وبدا قلبهم يخفق ببطئ وجه اصفر أنه خائف
على والده سئل الناس الذين تجمهروا من حوله عن الذي حدث فبدؤأ يضربون
يداً على يد ويقولون الله يرحمه قتلوه الأنكليز قبل مايكحل عينه بشوفه ابنه.
تحول وجه هاني من الأصفر للأحمر وبدا منفعلاً باكياً غاضباً على مافعله
الأوغاد بوالده وزوجته التي ماتت حزناً على أبو هاني .
وفي تلك اللحظة كانت تمر سيارة أنكليزية تقل جنوداً ركض هاني نحوها
وفي يده حجر ركض نحو السيارة وقبل أن يرمي الحجر كان قلبه قد
أخترقته رصاصة أنكليزية كتلك التي اخترقت جسد والده صمت المكان لحظتها
ابتعدت الحافلة مسرعة بينما كان هاني يروي تراب الوطن بدمه الزكي الطاهر
أن هاني في الجنة الأن ينتظر دور الأبطال الذين سوف يتصدون لليهود
وسيلحقون به إلى مثواهم الفردوس الأعلى.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
كنان سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس