[ناهد شما]

الغالية أستاذة زاهية
لا أدري ماذا اقول لك لا زلت في حالة لا أُحْسَد عليها من الصدمة في فقدان إنسان غالي ليس عليّ فقط
وإنما هو غالي على جميع أفراد نور الأدب , هذا الصرح الذي جعلنا في فترة وجيزة أخوة متحابين الكل يخاف على لكل
وأما عن المغفور له الدكتور ناصر الذي أشعر بقلبي يعتصر من الالم لفقدانه !! للآن لا أستوعب هذا الخبر
الدكتور ناصر لو غبت يوم لا بد وأن يسال عني برسالة خاصة وكذلك رسالة أخرى من زوجته الغالية أستاذة مرفت
كنا نتحادث ونتشاور كثيراً وأخذت بآراء كثيرة اقترحها علي وقد زار العام الماضي مكة المكرمة لآداء العمرة مع زوجته المصون
ولظروف ما لم يتمكنا من زيارتي في جدة وقد وعدني في الزيارة القادمة للعمرة أن يزورني ولكن الموت كان اسرع
لقد تخطفتني الفاجعة على حين غرّة، فعندما مرض كانت الغالية استاذة مرفت تطمئن الجميع عنه
وكنا نتداول الرسائل وكلما فتحت المنتدى أول ما يخطر على بالي الرسائل الخاصة ربما أسمع خبر جديد
عن الدكتور العزيز ناصر بأنه قد تعافى من مرضه وسوف يعود إلى أضواء نور الأدب أكثر إشراقا،
ولكن خبر فقدانه أصابني في القلب وشتت عقلي حينما قرأت خبر وفاته كان خبراً محزناً
كان أبا روحيا لأكثر الشباب والشابات في نور الأدب , كان الجميع يستشيره ويساعدهم مصافحاً عقولهم
كان طبيب نور الأدب فعندما يعاني البعض من مرض المَّ به أو باحد من افراد عائلته كان يصف لهم الدواء
وكان متعاليا على الصغائر , كان نعم القدوة علما وأخلاقا، وكان أديبا مبرزا وفناناً بارعاً
كان مثالا رائعا في التواضع والود والتواصل الإنساني الراقي مع جميع أفراد أسرته في نور الأدب
يعز علي أن أنعي بكلمات ملؤها الأسى أستاذا كبيرا وفنانا قديرا وشاعرا رقيقا الدكتور ناصر شافعي
أيها الراحل العزيز.. الدكتور الغالي على قلوبنا ناصر شافعي
أيها الطائر المهاجر .. ها أنت تخرج الآن من هذا القفص الضيق هي الدنيا
لعلك تجد فضاء ارحب يستقبلك بنعيمه نعيم الجنة
هأنت الآن تغيب عنا في رحلة البحث عن معنى جديد للحياة
وأنتم السابقون ونحن اللاحقون
دكتور ناصر أحببناك وأحبك جميع من قرأ و سمع عنك في الله , أسكنك الله فردوسه الأعلى.
والهم الله عائلتك ومحبيك وجميع من تعلم على يديك الصبر و السلوان على فقدانك العزيز.
وجعل الله كل بصمة تركتها في خدمة الإنسانية في ميزان حسناتك.
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
إنا لله وإنا إليه راجعون
معذرة أستاذة زاهية ومعذرة من الجميع لما أسهبت به هنا ربما نسيت نفسي
في خضم هذه الفاجعة الكبيرة
دمتم بخير إن شاء الله