حبّ في زمن العولمة
حبّ في زمن العولمة
كتب قيس لليلاه العامريّة إرسالية قصيرة على هاتفه الجوّال جاء فيها:
"منذ الصّباح الباكر . *
وأنا أمسح الشحوبَ عن صورتك في مرآة الموبايل.
ماذا أفعل غير ذلك؟ " .. ردّت عليه فقالت:
"قد تلحق أو قد لا تلحق .
اللحمُ على
النّار حبيبي." **
ثمّ هاتفته، فتواعدا وتلاقيا ليلا في منتجع "القمر الحالم". كانت فارعة الطّول تلوح كقلعة دمشقيّة مطوّقة الخصر بسروالها "الدّجينز"، وبقصّة شعر جديدة وقميص ورديّ في شكل قلب يكاد يطلّ منه النّهدان. أمّا هو فكان بجلبابه العربيّ وعمامته البيضاء وقد بدا كصقر قريشيّ مروّض. تحدّثا عن الهيام والأحلام والجنون والحبّ في زمن العولمة وتهامسا وتلامسا .ثمّ غنّت له :
"سني عن سني ***
يا حلو يا حبيبي
اللي ما نبيعك بالدّيني..
وكلّ سني بحبّك أكثر من سني."
وقف قيس، وقد ثقل رأسه من الشّرب وأطربه الإيقاع وسرقته قيم العولمة منه، وراح يرقص رقصة "السالسا" حتّى أدركه الإعياء.
وعندما همّا بالفراق، سلّمها "طوق الحمامة " وودّعها على أمل التّلاقي.أمّا هي فقد قبّلت يده وقالت : أحبّك حتّى كأنّك أنّي..وأجهشت..أجهشت.. بالوهم..
-------------------------------------------------
*مقطع شعريّ من " قاموس العاشقين " لأسعد جبّوري
** مقطع شعريّ من " قاموس العاشقين " لأسعد جبّوري
*** أغنية للسيّدة فيروز
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|