عرض مشاركة واحدة
قديم 22 / 09 / 2010, 00 : 10 AM   رقم المشاركة : [9]
عبد المنعم محمد خير إسبير
شاعر وأديب إسلامي، عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية - رئيس شرفي لقسم همس الروح (الشعر الإسلامي) منتدى ديوان الشاعر عبد المنعم محمد خير إسبير، هيئة مجلس الحكماء (انتقل إلى رحمة الله)

 الصورة الرمزية عبد المنعم محمد خير إسبير
 





عبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond reputeعبد المنعم محمد خير إسبير has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: سورية

رد: عبد المنعم محمد خير إسبير ** سيرتي الذاتية

مشهد من الحياة
هديـــــّةٌ للطلبة
استهـــــــلال
هذا المشهد كنت أرسلته بالبريد الإليكتروني في شهر آذار من العام 2006م الى معالي وزير التربية والتعليم ، ووصلني منه الجواب التالي :
الأخ/ عبد المنعم إسبير حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
إشارة الى بريدكم المرسل الى معالي وزير التربية والتعليم ، نفيدكم بأنه تمّ إحالته
الى
معالي النائب لتعليم البنين
برقم : 106413/4
وشكراً لكم على تواصلكم
مدير عام مكتب الوزير
د. عبد الله بن صالح المقبل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
مضمـــــون المشهـــــــــــــــد بقلم عبد المنعم (محمد خير) إسبير
أبنــــائي و بنـــــاتي
أنتم الآن على مقربة من الإمتحانات السنويّة ، لتردّوا الجميل بنجاحكم ، إلى أمّتكم ومجتمعكم ووطنكم ، وأساتذتكم وأهليكم ،على ما قدّموه لكم لتَعلََوا به علوّاً كبيرا .
إنّ أمّتكم ووطنكم ومجتمعكم ودولتكم ، بحاجة إليكم في المستقبل القريب ، بحاجة إلى أفكاركم النيّرة ، إلى أخلاقكم وتربيتكم ، إلى علمكم وعملكم وتعليمكم ، فقد نُسب قول لأحد أنبياء الله مفاده:
( من تعلّم ، وعمل بما عَلِم وعلَّم ،عُدَّ في الملكوت الأعظم عظيما ) .
فأمّتكم ومجتمعكم ووطنكم ، لايَرقَوْنَ إلاّ معكم ولاينحدرون إلاّ بكم ، فأنتم البُراقُ الصّاعد الذي يصعدُ بهم إلى الدرجات العُلَى إن كنتم الأعلَوْن ، وأنتمُ الدّافعُ الّذي يدفع بهم إلى الهاوية إن كنتمُ
الأدنَوْنَ (لاقدّر الله ).
فهل أحسنتم لهم بإحسانكم لأنفسكم في الجدّ والإجتهاد؟، وهل فكرتم وأنتم تقفون على مفترقِ طريقٍ حاسمةٍ سوف يُقرّرُ فيه حال مستقبلهم ومستقبلكم؛ سعادةً أم شقاء؟!
إنّ أساتذتكم ؛ معلّمين ومعلّمات ، همْ رُسُل العلمِ والتعليم والتّربية ، همْ حصيلة ما اكتسبوه من علم وفِكر خلال سهر طويل وسيرٍ عسيرطلباً للعلم ، حتّى وصلوا إلى سُدّةِ ماقيل عنهم :
(كاد المعلِّمُ أن يكون رسولا).
كما جاهدوا فزرعوا لتكونوا نباتاً حسناً في أرض وطنكم ،فهل وفّيتم جميلهم واحترمتم جهدَ علومهم وفِكَرِهم وجهادهم ، باحترامهم واحترام كتُبُهم ومؤلَّفاتهم ،في فهمها وتعلّمها والحفاظ عليها في صدوركم وعلى رفوف مكتباتكم ؟.
وإنّ آباءكم ، هم مِهاد الرّحمة بكم ، وأحضان العطفِ عليكم ، والمضحّون في سبيلكم ، فسقَوْكمْ رحيقَ جهادهم من أجلكم ، لتكونوا لهم ظِلاًّ ظليلاً في رمضاء الحياة ، ووسام عزٍّ وفخار بكم فهل أحسنتم لهم وتحسنون ؟.
وقبل كلّ أؤلئك ، هو الله ، الّذي حضّكم على العلم والعمل ، ليرى جهادكم فيهما ليكافئكم ، إعمالاً بما قال في كتابه الكريم:
(وقلِ اعملوا فسيرَى الله عملكم ورسولهُ والمؤمنون) ،
فهل أنتم راغبون بتقدير الله لكم ورسوله والمؤمنين على ما تعلمون وتعملون ؟
إنّ أول كلمة قالها الله لرسوله الكريم :
اِقرأ ، (إقرأ وربِّكَ الأكرم ، الّذي علّمَ بالقلم ، علّمَ الإنسانَ مالم يعلَم).
كما أقسمَ الله في كتابه بالقلَمْ :(ن، والقلمِ وما يسطُرون) ،
فكيف يكون حالكم أمام الله ، إذا شاهد أحدهم يستذلُّ القلم ، ويستخفُّ بما سطر؟
تعالوا معي إلى مشهدٍ من مشاهد أليمة تترى في الحياة ، ونراها بأعيننا ونغفل عنها فلا تلقَى منّا اهتماما .
بينا كنت في طريقي إلى وجهتي ، رأيتهُ قرْبَ حاويةِ قمامة! يحمل مجموعةَ كتب مدرسيّة ، منها المستعمل ومنها الجديدٌ الذي لم تمسسه يدْ ! فرمَى بها إلى جانب القمامة، وتابع سيره بدونها.
اقتربتُ منه مسَلِّماً وسألته :
ــ أراك نسيتَ كتبكَ ياولدي!
ــ أجابني من غير ردٍّ على سلامي :لا لمْ أنسَها بل رميتها.
ــ ولمَ ياولدي .
ــ فصَفَقَ يداً بيد: ألا يكفينا قراءة طول العام الدراسي؟ خلصنا وتخلّصنا وجاءت العطلة .
ــ لم أفهم ياولدي ؟!
ــ يعني خلصنا من الدراسة ، وتخلّصنا من كتبها ، أما آنَ لنا أن نرتاح ؟
ــ آن لك أن ترتاح ياولدي . هذا شئ طبيعيّ وضروريّ. ولكن ماذنب الكتب تلك ، لتتخلّصَ منها؟
ــ عمّي دعني وشأني ، لقد تأخّرت على موعدي .
ــ موعدك مع من ؟
ــ مع رفقائي لنلعب بالكرة!
ــ أنصحك ياولدي أن تحتفظ بكتبك هذه في مكتبتك ؟
ــ فردّ ضجراً : (كمان)؟؟؟
ــ نعم ياولدي .
ــ عمّي دعني فليس عندي مكتبة أصلاً .
واستدار ليتابع سيره ، فاستوقفته قائلاً :
ــ لحظه ، أريد أن أسألكَ سؤالاً فاحتملني ياولدي فأنا بعمر أبيك ولا أرجو لك إلاّ الخير . وبهدوء وطمأنينة أجاب:
تفضّل ياعمّ هاأنذا أقف من أجل خاطرك (ونظر في ساعته):
ــ تفضّل .بسرعة أرجوك ، سأتخلّف عن موعد اللّعب .
ــ أريد أن أسألك …. أمّك التي حملتك وربّتكَ وعلّمتك ، هل من العدل والوفاء أن ترمي بها إلى الشارع ؟
ــ أعوذ بالله . من قال هذا القول ، أستغفر الله العظيم ، لايمكن أن أفعل ذلك .
ــ ولكنّك فعلْتَ بمثيلها الذي له حقّ عليك كما لها ؟!
ــ كيف ياعمي؟!
ــ سأوضح لك . إنّ أمّك هي من لحم ودم ، وتكاد تكون تلك الكتب التي تريد رميها في القمامة من لحمٍ ودم .
ــ كيف؟! فرق كبيرٌ بين الطرفين .
ــ الفرق بينهما قائم في نوعيةَ الظّاهر ، ولافرق بينهما في المضمون . فإذا تبصّرت ببصيرتك في أعماق أوراق الكتب وخلف سطورها، لوجدت شخوصاً إنسانيّة فكريّة تربويّة ، قدّمتْ لك وللآلاف ،علمها وتفكيرها وأفكارها على أطباق من ورق ، مدادها عرق جهادهم النازف.
إنّ تلك الكتب التي رميتها ، علّمتك كأبيك وربّتك كأمّك ، فما أحسنتَ وما أوفيت . وأيضاً ما احترمْتَ من لقّنك إياها وأفهمك محتواها ، فرميتَ فِكراً وعقولاً ومربّينَ وأساتذة قرب القمامة ، وفي موقع تستحقّه أنت ولا يستحقّونه همْ .
ــ ولكن ماقيمتها عندي بعد نجاحي ؟.
ــ إنّ قيمتها كبيرة عندي . فهل تسمح لي ياولدي أن أنتشل كتبك لأحتفظ بها في مكتبتي ، ذلك
يسعدني إن قبلت ، فقد تنقذني في موضوع نسيته فأرجعُ إليها.
ظلّ الفتى الطالب صامتاً طوال حديثي ، مُطرقاً مُفكراً وقد ترقرقت الدموع في عينيه ثم أجابني :
ــ سامحني ياعمّي ، دع الكتب لي ، فقد ظلمتها (كما تقول) وظلمتُ نفسي ، كما ظلمتُ كلّ من كانوا بها وخلفها ، سوف أضعها في مكتبتي بديلاً عن علب الفيديو والأقراص وغيرها . وأعدك بأنّني سوف ألقي بتلك العلب في القمامة .
ــ على أن تكون العلب مليئة بما فيها لا فارغة .
ــ فأجاب ضاحكا وقد فهم القصد : طبعاً
ــ أهذا وعد ؟
ــ وعد .
بارك الله بك ياولدي أنت وكلّ جيلك ، إنكم كقمرٍ منيرٍ في ليلة خريفيّة ،قد تحجبه غيوم لابدّ لها من أن تنقشع .
ــ ولكن من أنت ياعمّي .
ــ أنا ؟ أنا إنسانٌ ناصح أمين ياولدي ، علمتني أخطائي في حياتي ومازالت تعلّمني ، وما تعلمْتهُ من الحياة أنصحُ به الآخرين .
*********
عبد المنعم محمد خير إسبير غير متصل   رد مع اقتباس