عرض مشاركة واحدة
قديم 15 / 12 / 2007, 02 : 01 AM   رقم المشاركة : [1]
الباحث أحمد محمود القاسم
كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني

 الصورة الرمزية الباحث أحمد محمود القاسم
 




الباحث أحمد محمود القاسم is a splendid one to beholdالباحث أحمد محمود القاسم is a splendid one to beholdالباحث أحمد محمود القاسم is a splendid one to beholdالباحث أحمد محمود القاسم is a splendid one to beholdالباحث أحمد محمود القاسم is a splendid one to beholdالباحث أحمد محمود القاسم is a splendid one to beholdالباحث أحمد محمود القاسم is a splendid one to behold

في الطريق الى الجامعة

[align=center] <H1 dir=rtl style="MARGIN: 0in 0in 0pt; TEXT-ALIGN: center" align=center>في الطــــريق إلى الجــــامعة[/align][align=center]

الكاتب والباحث/ احمــد محمود القـاسم



[/align]
</H1>ركبت إحدى سيارات الأجرة العمومية للذهاب إلى الجامعة لأمر خاص يهمني، جلست بالقرب من إحدى الطالبات، وقد دار حديث بيني وبين الطالبة التي تجلس بالقرب مني، وهذا نص ما دار بيننا من حديث:
قالت: يظهر انك أستاذ بالجامعة. ؟
قلت: لا أبدا، ولكن ماذا أوحى لك بهذا الاستنتاج.؟
قالت: شكلك ومظهرك الخارجي، لا يوحي بأنك طالب، وبما انك ذاهب إلى الجامعة فاعتقد بأنك تعمل مدرسا.قلت: لست مدرسا ولا طالبا.
قالت: بماذا تعمل إذن.؟
قلت: أنا كاتب وباحث وصحفي.
قالت: باي صحيفة تعمل بالذات.؟
قلت: لست ملتزما بصحيفة واحدة، فانا اكتب بعدة صحف، ومجلات أسبوعية وشهرية، وبشتى المجالات العلمية والاجتماعية والثقافية، وخاصة مجال شؤون المرأة.
قالت: هل يمكنك أن تنشر لي هذه المشكلة الإنسانية.؟
قلت: يمكن ولكن ما هذه المشكلة الإنسانية، وبمن تتعلق.؟
قالت: ولكن دون ذكر للأسماء، حتى لا اسبب إحراجا لأحد.
قلت: وهو كذلك، ما هي مشكلتك.؟
قالت: المشكلة ليست مشكلتي، ولكن المشكلة تخص زميلة لي وصديقة، وأنا يهمني أمرها جدا.
قلت:وما هي مشكلتها.؟
قالت: صديقتي تدرس معي بالجامعة، وهي طالبة ذكية ومجتهدة جدا، وهي الآن معي بالسنة الدراسية الثانية.؟
قلت: وأين المشكلة بالموضوع.؟
قالت: الرجاء الانتظار حتى أكمل حديثي، يظهر انك متلهف لسماع المشكلة.
قلت: أرجو الاختصار ما أمكنك ذلك.
قالت: المشكلة أن صديقتي من أسرة فقيرة نسبيا، لقد تمكن والدها من تسديد قسط الجامعة لها بالسنة الأولى، ودفع عنها مبلغا بحدود سبعماية دينار، أما بالنسبة للسنة الدراسية الجامعية الثانية، فلم يتمكن والدها من استكمال دفع ما يترتب عليها من أقساط جامعية، وطلب منها ترك الدراسة والبقاء بالبيت.
قلت: وأين هي الطالبة الآن.؟
قالت: أنا الآن راجعة من زيارة لها بمنزلها للاستفسار عنها، وعن سبب تغيبها عن الفصل الدراسي الثاني، وقد تفاجأت أن سبب تغيبها ليس المرض كما كنت أتوقع.
قلت: وما هو السبب إذن لتغيبها.؟
قالت: تفاجات بان صديقتنا كانت تعمل بإحدى الشركات، من اجل أن تسدد قسط الجامعة، وكانت تخفي هذا الأمر عن والدها، ولكن والدتها تعلم بالموضوع، فهي تعمل طوال النهار لكي تتمكن من تجميع القسط، والدها يعتقد بان ابنته تذهب للجامعة يوميا.
قلت: ولماذا لم تخبر والدها بالأمر.؟
قالت: والدها كان متحفظا على موضوع دراستها منذ البداية، لأنه لا يملك النقود الكافية لتغطية مصاريف الجامعة، وقال لابنته، في اللحظة التي لا املك فيها نقود، فعليك البقاء بالبيت ولا داعي للدراسة، ومن هنا كان تخوف صديقتنا أن يبقيها والدها بالبيت ويمنعها من الدراسة.
قلت: وهل تمكنت صديقتكم من جمع القسط الباقي عليها للجامعة من خلال عملها.؟
قالت: مع الأسف الشديد، ما جمعته من النقود، لا يكفي لتسديد كامل القسط، وأقساط الجامعة مرتفعة جدا.
قلت: وماذا عملتم من اجلها. ؟
قالت: جمعنا من بعض الطالبات والطلبة مبلغ من النقود، كما تبرع احد آباء الطلبة بباقي المبلغ، واعتبره على انه من زكاة أمواله.
قلت: وهل دفعتم المبلغ للجامعة.؟
قالت: لم ندفع للجامعة أي شيء عنها، نحن ذهبنا لمنزلها لإعطائها المبلغ بيدها، حتى تقوم هي بدفعه، لكن المشكلة، أنها رفضت استلام المبلغ لعزة نفسها، وخوفا من أن يعرف والدها بالأمر، وهي تعتقد أن والدها سيتأثر كثيرا لو علم بهذا الموضوع، وسيمنعها من استكمال دراستها.
قلت: ألا يوجد بالجامعة صندوق لمساعدة الطالب الفقير.؟
قالت: مع الأسف يوجد، ولكن الصندوق لا يساعد أي طالب، وشروط مساعدة الطالب صعبة، وان كانت الواسطة تلعب دورا في هذا المجال أيضا.
قلت: والى ماذا توصلتم لغاية الآن.؟
قالت: توصلنا إلى احد المدرسين بالجامعة كي يساعدها، وعرضنا عليه المشكلة بالتفصيل، فأحس بمعاناة الطالبة، ووعد على حل المشكلة.
قلت: وهل الطالبة ستعود لمقاعد الدراسة أم أنها مازالت بالمنزل.؟
قالت: وعدت بالحضور غدا لمقاعد الدراسة لتواصل متابعة دروسها.
قلت: سأعمل على نشر موضوعها على صدر صفحات الجرائد، وأرجو قبل أن يتم نشر هذه المشكلة أن تكون مشكلتها قد حلت، وبالحقيقة هناك الكثير من ألطلبه والطالبات يعيشوا نفس هذه المشكلة، ويعانوا كما تعاني زميلتكم، لذا فانا سأنشر هذه المشكلة حتى لو تم حلها، وذلك لوضع حل جذري لمشاكل الطلبة المحتاجين بشكل عام, وصلنا الجامعة، شكرتها على لقائي هذا معها، طلبت مني عدم نشر اسم الجامعة ولا أي شيء يتعلق بالطالبة من قريب أو بعيد، قلت في نفسي يظهر أن العلم يجب أن يكون مقتصرا على الأغنياء فقط، هذا ما كان قد صرح لي به احد مسئولي المجالس الثقافية بالضفة، حيث قال لي بان الجامعات في أوروبة وكل العالم ليست على استعداد لقبول أي طالب لا يتمكن من دفع رسوم الجامعة، قلت له عندها ولكن أقساط الجامعة مرتفعة كثيرا، وليس كل الطلبة يستطيعوا الالتحاق بها من اجل الدراسة، عندها قال وهل عليك أن تلبس أغلى الملابس؟؟ فالسوق ملآنة بشتى أنواع الملابس الغالية والرخيصة، فعليك أن تختار ما يتناسب مع إمكانياتك.

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع الباحث أحمد محمود القاسم
 الكاتب والباحث احمد محمود القاسم
AHMAD_ALQASIM@YAHOO.COM
الباحث أحمد محمود القاسم غير متصل   رد مع اقتباس