سماء زرقاء ... وقارب بشراع يبحر فوق الغيوم ... وشمس بعيدة بشعاع حارق ... اقتربت ساعة الغروب والشمس تغرق في بحار من الصمت الحزين ... ونجوم الليل أتت معاتبة غياب نهار أخر حزين .
للسماء اليوم وجه طفلة تختلس النظرات بريبة وحيرة مطمئنة ... تراقب مشارق الارض ومغاربها ... تبحث عن معنى أو معاني لكلمات مبعثرة بين السماء والارض ... وعلامات استفهام وتعجب فوق بحار بعيدة برموز ... بطلاسم ... بألغاز ...
وبسمة معلقة بنسمات نجمة صغيرة ... مختفية بضباب الغيوم ... قد تحجب الغيوم العابرة نورها ... قد يحجب نورها ... قد تتقاذفها قطرات النشوة ... والندى الحزين ... قد تعلق دمعتها على وريقات وردة حمراء ندية ...
ولكن للمركب قواميس فك طلاسم الرموز ... والسماء مهما كبرت ستحمل صورة طفلة واثقة ... طفلة لا تتجمل ... ادراكها رمز للذكاء ... لا تحمل نزوات فتيات الموانئ المهجورة ... لا تعرف لغات ألاطياف العابرة ... وكلماتهم المنمقة ذهبا ...
هناك مساحة بين البحر والسماء .... تختفي فيها الاسرار ... تختفي فيها معالم التبرج والتجمل ( والتذاكي ) ... هناك حيث ... لا مكان لعتاب ... أو تفسير ... أو تبرير ...
هناك حيث الحياة قصيرة جداااا ... حيث الثواني كسنوات في لحظات الترقب والانتظار ... هناك حيث الساعات تمر كثانية واحدة ... ولا أقصد ساعات السمر والسهر واللمز والغمز ... ولكني أعني لحظة لقائنا بروحنا ... بقلبنا ... لقاء بما هو نحن ...
هناك همسات عديدة تمر على نوافذ عديدة ... ولكنها تبقى كهمسات أنية مهما طالت هي ذاهبة لمرتع أخر ... لعالم أخر ... لجمال أخر ...
للروح بصمات في قلوبنا ... نحتاج لقدر من الحكمة لمعرفة أسرارها ... ولكنها لا تبحث عن وعاء بلوري لوردة هائمة ... لا تبحث عن جمال الجسد ... لا تبحث عما هو في انعكاس صورة ... لا بل تنظر لآعماق أرواحنا ... تبحث عن الفكر ... لا تقتات من فتات كلمات الهمسات والحب المزعوم ... لديها كفاية من فيض واحد ... من جدول واحد ...
لماذا ننام على ضوء نجمة بعيدة صغيرة ... ونستيقظ على تغاريد طير صغير جميل ... هناك من ينام على ثريا من النجوم ... ويستيقظ على عزف مجموعة من الطيور ( الملونة الجميلة ) ... ولكن هناك جمال للتفرد ... يفوق وصف المجاميع ... والسبب : كلمة واحدة ( التميز بوفاء وصدق ) ... بعهد حملته نظرة ... وأقسمت بالحفاظ علية بسمة من عيون منيرة بوهج احساس يذكرى ... حيث تفقد الجاذبية الارضية وقيودها قوانين الكون وحركاته .
