عرض مشاركة واحدة
قديم 28 / 09 / 2010, 10 : 08 AM   رقم المشاركة : [1]
د.حسين جمعة
كاتب وأديب ، رئيس اتحاد الكتاب العرب

 الصورة الرمزية د.حسين جمعة
 





د.حسين جمعة is a jewel in the roughد.حسين جمعة is a jewel in the roughد.حسين جمعة is a jewel in the roughد.حسين جمعة is a jewel in the rough

Post الفساد الصهيوني يهدد العالم ـــ أ.د.حسين جمعة

بات كثير من المفكرين والباحثين والقادة والساسة وعدد غير قليل من أبناء البشرية يدركون أن الخطر الصهيوني لم يعد محصوراً بالمنطقة العربية؛ ولم تعد جرائمه مقتصرة على المذابح والمجازر التي ارتكبها بحق العرب عامة والفلسطينيين خاصة، بل امتدت جرائمه إلى مفاسد خلقية واجتماعية طالت سيادة عدد من الدول والشعوب ونالت من كرامة الإنسان وحقوقه في عدد من دول العالم.
لم تعد جرائم الكيان الصهيوني ومفاسده مقتصرة على الأكاذيب وتزوير التاريخ لسلب حقوق العرب في أرضهم وثقافتهم... ولم تعد جرائمه مقتصرة على تهويد الأرض والإنسان والتاريخ والتراث في فلسطين؛ ولم يعد الفساد الخلقي رشوة وغسيلاً للأموال واحتيالاً وتزويراً للقانون يقتصر على الداخل الصهيوني. فالفساد الصهيوني اخترق الفضاء العالمي اقتصادياً وثقافياً وعلمياً وسياسياً وإعلامياً وتقنياً وعسكرياً؛ وراح يفسد الذمم والنفوس لتأصيل الفساد في الذات الإنسانية من أجل الوصول إلى الهيمنة على العالم كلّه..
وحين وجدت الأدلة في هذه الدولة أو تلك لم نجد عند قياداتها إلا الشجب والاستنكار، وندر أن يصل موقفها إلى مستوى الإدانة، ولو حصلت الإدانة وتقدمت دولة ما إلى الأمم المتحدة لتطبيق أحد فصلي ميثاق الأمم المتحدة السادس أو السابع على دولة الكيان لكان قرار الفيتو الأمريكي بالمرصاد، لمنع إدانته وكأنه ما وجد إلا ليكون فوق القانون الدولي، والشرعة الدولية.
وهنا نتساءل: إذا كنا ـ نحن العرب ـ قد ضيّعنا بوصلة الاتجاه السليم وانتهينا إلى حالة من الضعف والعجز والشتات والصراع الداخلي وطنياً وقومياً فهل غدا العالم كله شبيهاً بنا تجاه الكيان الصهيوني؟!..
هذا ما يمكن أن نجيب عنه فيما يأتي، فنحن لن نتحدث عن فساد القادة الصهاينة، وآخره فساد وزير خارجية الكيان الصهيوني (أفيغدور ليبرمان) الذي توعّد مساء يوم الاثنين (3/8/2009م) بالاستقالة من منصبه خلال أربعة أشهر أو خمسة إذا قرر المستشار القانوني للحكومة (مناحيم مزوز) اتهامه بالفساد. وكانت الشرطة الصهيونية قد حققت في عدد من تهم الفساد التي وجهت إليه مثل غسيل الأموال، والاحتيال، والرشوة، والابتزاز، واستعمال الشهود الزور لعرقلة القضاء؛ علماً أن هناك شركات وهمية وحسابات مصرفية عدّة موّلت حملته الانتخابية، وهذا كله سوف يعرضه للسجن لمدة تصل إلى (31) عاماً... نقول: لن نتحدث عن هذا وأمثاله وإنما سنقف عند جرائم ارتكبت بحق البشرية، ولا شيء أدل على هذا مما فعله خمسة من الحاخامات اليهود في ولاية (نيوجرسي) بالتعاون مع أربعة عشر شخصاً شكلوا عصابة إجرامية واحدة. وبعد أن قبضت عليهم السلطات الأمنية أفرجت عمّن بلغ عمره (45) عاماً وأبقت على (12) منهم. وقامت هذه العصابة منذ عشر سنوات بالسلب والاتجار وبيع الأطراف البشرية والكلى إلى الكيان الصهيوني فضلاً عن تبييض الأموال بالتعاون مع عدد من الصهاينة وفي طليعتهم الحاخام الصهيوني المشهور (عبادة يوسف)، ما يعني أن تلك العصابة مرتبطة بمؤسسات دينية صهيونية متطرفة في داخل الكيان وتعمل لحسابها، مستغلّة الربح الشخصي... وقد تمكنت أجهزة الأمن الأمريكية من ضبط هذه العصابة بعد عشر سنوات من الملاحقة في (24/7/2009م) وفق ما تناقلته وكالات الأنباء في العالم كله...
والسؤال الذي يلوح أمامنا: ماذا فعلت الإدارة الأمريكية بحق من انتهك سيادتها، واخترق كل حق من حقوق الإنسان الأمريكي؟!!
وإذا كان هذا السؤال موضوعاً بحيازة الإدارة الأمريكية فإنه يوضع أيضاً بحيازة الحكومة الرومانية. وكان أربعة من الأطباء الصهاينة للأمراض النسائية قد تورطوا في عمليات تهريب بويضات لتغيير صفات الخلايا البشرية، فضلاً عن تغيير صفات العيون والشعر والذكاء... إذ تورطت عيادة (غلوبال آرت) الرومانية في ذلك عام (2005م) وعيادة (سابيك) في (بوخارست) عام (2006م) وكلتاهما تعملان بالتلقيح الاصطناعي... فإذا أهملنا تواطؤ العيادتين والقائمين عليهما، فإننا لا نهمل تواطؤ عناصر غير قليلة من وزارة الصحة الرومانية، وعناصر من الشرطة مقابل أموال ورشى سهلت لذلك كما سهلت لعملية تهريب ضريبي، بلغت (20) مليون يورو (البعث ـ عدد 13724) الأربعاء 22/7/2009م).
وهنا يقفز إلى ذاكرتنا سؤال مهم نتوجه به إلى الضمير الأمريكي والإنسان الغربي: لو كان ما جرى يتعلق بالعرب والمسلمين فما الذي يمكننا أن نتوقعه؟ حتماً سيكون المصير هو ذلك المصير الذي لقيته الجمعيات الخيرية الإسلامية الأمريكية التي اتهمت زوراً وكذباً وبهتاناً بدعم الجماعات التي نفذت تفجيرات (11/9/2001م)...
ولعلّ ما سقناه يعدّ شيئاً قليلاً أمام الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها الصهاينة بحق الإنسانية سواء على صعيد الأفراد والمؤسسات أم على صعيد الحكومات؛ دون أن ننسى لحظة واحدة أن الحكومة الصهيونية ارتكبت أبشع المجازر والجرائم بحق الدول والشعوب. وهذا كلّه يؤكد أن الفساد الصهيوني بكل أنماطه سيكون وبالاً على الإنسانية... فهل يمكن للعالم أن يفيق من سباته العميق أمام الخطر الذي يواجه وجوده الحضاري؟!!

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
د.حسين جمعة غير متصل   رد مع اقتباس