عرض مشاركة واحدة
قديم 07 / 10 / 2010, 03 : 12 PM   رقم المشاركة : [1]
عادل عادل
0 فلسطين كنعان ) كاتب خواطر نور أدبي مضيئ

 الصورة الرمزية عادل عادل
 





عادل عادل will become famous soon enoughعادل عادل will become famous soon enough

طائر الصخرة المشرفة .

كل صيف كانت تحمله نسمات الشوق الى مدينة القدس الشريف ... كان يحلق عاليا كطير وهو يخترق درجات باب العامود من خلال بوابته الضخمة ... كان يستنشق عبير البلدة القديمة وأسواقها وحاراتها ... الله ما أطيب تلك الروائح والمناظر ... كعك القدس بالسمسم ... والفلافل ... وبن قهوة القدس ... ومحلات بيع المخلالات والتوابل ... والحلويات الشرقية ... كان على موعد مع روحه خلف تلك الآسوار العالية ... شق طريقه عبر طريق الآلام ... وهبت نسمات روحه من مشارف الحرم القدسي الشريف ... ما أروع منظر قبة الصخرة المشرفة ... معقول ... هذه الصخرة بقبتها الذهبية تعانقها أشعة الشمس بكل الحب والدفئ ... الله ما أطول المسافة للوصول اليها ... ساركض لها لآعانقها ... سأنثر دموع الشوق على درجاتها ... وبسمة اللقاء بعد طول الفراق ... أمتار قليلة تبعدني عن روحي المعلقة تحت قبتها ... سأكون أول الواصلين اليها ... سأحدثها عن ليالي السهر ولحظات الشوق لهذا اللقاء ... سأنثر مساحات من البوح لتغطي السماء ونجومها ... سأعلن لها أنها ... حبيبتي ... سألتصق بأرضها ... لا بل سألتحم بترابها ... لا بل سأنثر جزيئات جسدي بهوائها الشريف ... وسأكتم أنفاسي لاستنشق عبيرها ... الله ... الله ... الله ... ها أنا هنا تحت قبتها ... ها هي روحي في مكانها حيث عهدتها دائما ... الله الله الله ... ما أجمل أن ألتقي بروحي وقلبي نزولا لتلك الدرجات القليلة ... سأصلي ركعتين شكر لله ... الله ما أجمل نور الروح وهو يتخلل مسامات الجسد وعيون القلب ... هذه اللحظة التي أصالح بها نفسي ... هذه اللحظة المنتظرة ... ولكن ... هناك احساس غريب جدا ... أشعر كأن هناك عبير بداخل أريج يعانق روحي بحب لا يقل عن حبي لها ... هل من المعقول هي أيضا تفتقدني ... تشعر بشوق مثل شوقي ... والله للآماكن شواهد وحركات وتجليات ... كأنها تنطق وتقول : أنا ايضا أحبك وأشتاق لك وافتقدتك طيلة الشهور الماضية ... ياااااه لهذا الحنين ولتلك الرائحة الزكية ... لست أدري كيف لها تلك القدرة على امتصاص متاعب سنة كاملة ... كيف تعطيني ذلك الرضى وأنا الظمئان العطشان لحبها وحنانها ... الله الله الله ما أجمل تلك النسمات التي تحمل بردا وسلاما تحملها الروح لتصل القلب لينعش الجسد ... سأعتكف اليوم بين الصخرة المشرفة والمسجد الآقصى الشريف ...كم أتمنى لو تقف عقارب الزمن بهذا اللقاء ... هذا المساء قد أتى ... وغابت شمس نهار جميل ... واستودعت الله روحي بين الدرجات الفاصلة للصخرة المشرفة والاقصى الشريف ... اقترب موعد العشاء وانا أمشي على سطح الصخرة المشرفة ... الله الله الله ما أجمل هذا الطير الابيض ناصع البياض ... طائر وقت صلاة العشاء ...! حسنا سأبتعد قليلا عن سطح الصخرة ... عجبا هذا الطائر ملازم لي ... ما قصته ... ماذا يحاول أن يقول ...! حان وقت صلاة العشاء ... سأدخل لآصلي في الاقصى الشريف ... وبعد الصلاة ... اختفى الطير ... وبقيت روحي معلقة بذلك المكان ... ولكني سأعود يوما ... نعم سأعود بمشيئة الله عز وجل .

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
عادل عادل غير متصل   رد مع اقتباس