الرَّسائلُ السَّبع
الرسالة الأولى( دمعة المظلوم )
ترَجّلَ القمرُ منْ فوق السَّحابِ ، واختَفى عنْ الْأعينِ خلفَ الغيومِ ،تَصَدَّعَ ليلُ السَّكينةِ بالهمومِ ، وَاختفتْ الْأنجمُ خلفَ حُجُبِ المجهولِ , سِياطُ الرَّعدِ تَصُولُ في الفضاءِ المحمومِ ، وتجولُ ، بارقةً ، راعدةً ، غاضبةً ، ودمعةُِ المظلومِ ، يكادُ يقومُ لها مَنْ في القبورْ.
تحتَ ستارِ اللَّيلِ ، وبعينِ النَّهارِ ، كَمْ منْ غافٍ ، وَكمْ مِنْ نَاحٍ ، بَين نار الجُور ، حتّى إذا فاضَ الكيلُ بالسِّموم ِ، انتفضتْ السَّماءُ ، إيَّاكمْ ، إيَّاكمْ ، وَدمعة المظلوم.
الرسالة الثانية ( القيّامة )
تحملُ الْأرضُ أجناسَ البشر، أحياءًا ، وأمواتًا ، يستفيق الْأحياءُ كلَّ صباحٍ ، لَكن لَا تأتي الرِّياح بما يشتهون ،كلٌ على دربٍ ، على أملٍ ، ووعدٍ بالبقاء ، أوحملٍ على الْأكتافِ ، لَا ندري كَمْ تبَقَّى في الحياةِ منَ طَوافْ .
الرسالة الثالثة ( القُصُور )
يا عاشقََ القُصورِ ، والبُروجِِ ، يا غأفيًا بالصَّباحِ ، وفي اللَّيل كَالخُفَّاشِ خلفََ جدارٍ مستورٍ ، على بساطٍ اللَّهوِِ والفسقِ والخمورِ ، تَسُدَّ الآذانَ ، عن الأذانِ عنْ استغاثةِ إمرأة من جور ، أو صرخة شيخ ٍمقهور أو جناح طفلٍ مكسور فالعالمُ بركانٌ يثورْ ، والخالقُ يعزُّ من يشاء ويذلُّ مَنْ يشاء ، فاذكرْ عَاد وثَمود ، وصَاحبَ الجنتين ، فِي أقلِ من طَرفةِ عينٍ ، أنتَ ومَا تملكُ تذهبُ هباءً منثوراً.
الرسالة الرابعة (أحضان الخريف)
طفلٌ مُلقَى بين أحضانِ الخريف ،عَارٍٍ تحتَ ظَلمةِ اللَّيلِ ، ومطرقةِ الخوفْ ، تصدَّعَ الجسدُ نحيلاً ، يبحثُ عنْ كسوةٍ ، عن كِسرةٍ ، تقيهِ البَردَ والجوعْ ، عَارٌ على البَشَرِ ، تركوهُ ، يلتحفُ الرَّجاءَ والبؤسَ والشَّقاءْ والدُّموع .
يدنو طِفلٌ بِرأسٍ مرفوعٍ ، وجبينٍ وضَّاء ، كأنَّ عليهِ القناديلُ والشُّموعُ ، يُلقِي إليهِ بِدرهمٍ ونظرةٍ عرجاء ، جوفاء.
الرسالة الخامسة ( عالم مجنون )
أصحاب الْأرضِ ، أضحُوا غُرباء ، والدِّفاع عنها ، جريمةٌ نكراء ، يُعَاَقبُ عليها بالقتلِ و الحرقِ والدَّمار كلُّ من يقول حرام.
لَا فرقٌ بين الماءِ والدِّماء ، شياطينٌ امتلكتْ الكونَ ، تجوبُ الْأرضَ َوالسَّماء ، تُدمدمُ اللَّيل والنَّهارَ بعويلِ الْأطفالِ والشِّيوخِ والنِّساء ، صمتٌ يلُفُ العالمَ كصمتِ القبور ، ويستمرُ نحيبُ الغوثِ بين رعيدِ البطشِ والضغينةِ العمياء ، لكنْ لمن النداء ْ ، فالعالمُ مَجنونٌ ، مجنونٌ ، بسفك الدماء.
الرسالة السادسة (العُرى موضة الزمان )
قالوا الزَّمان ليس كما كان وكل وقت له أذان ، وكلَّ جُرحٍ له طبيب.
عالمُ اليومِ ليسَ كما كانَ والْأمس ولّى وكانَ ، قلتُ ما تبدَّل الدَّهر ولَا الزَّمان ، لكنْ تبدّل الإنسان.
كي تكون نجمًا معروفًا وثر يًا في سماء الفن ولا تمتلك أي فنٍ أو أدب وآداب ، يجب أن تدَّعيَ الغناءَ ولو للحمار أوبالتزوير والهروب من خدمة الأوطان ، وتجمع بالمال حولك البسطاء فيهتفون لكَ في كل مكانْ و تُقلِّد الغرب والأمريكان .
لقد اختلط الحابلُ بالنابلِ ، والعاداتُ بالموبيقات ِ، لم يعدْ رادعٌ ، والفأر استأسدَ ، و النفاقُ والرِّياءُ والْإفك والبُهتان دواء ، والعُرى موضة الزَّمان ، والوجهُ له أكثر من قَفا ولِسان وما عَاد الْأخُ لِأخيهِ ،وَلَا لِأمِّهِِ وأبيهِ.
الرسالة السابعة ( الحبُّ )
حبُّ الله والرسول حبٌ لَا يزول .
الحبُّ بين البشر ِقنينة عطر تفوحُْ ، أزاهير ، و غصون ، والنَّدى رضاب الحياةْ
والحقدُ داءُ القلوب ،سببٌ كلِّ النِّكبات ، والنوائب والأزمات .
تحياتي
مراد الساعي