بدايات الإساءة إلى شخصية رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم ح(3)
فترة الاستقرار في المدينة
كانت علاقة الرسول (صلى الله عليه وسلم) مع قبائل بنو قريظة و بنو قينقاع و بنو النضيراليهودية جيدة في بداية استقراره في المدينة و خاصة بعد أن عقد معهم اتفاق سمي بميثاق المدينة وبالطبع لم يتبنى طقوس اليهود كما يدعي البعض بدون مصادر موثوقة ! إنما كان يبدو لهم فجعلوها حقيقة مطلقة . ولكن بمرور الزمن بدأت الخلافات بالطفو على السطح ويعتقد المستشرقين أن هذه الخلافات كانت البداية لظهور سلسلة من الطعنات لشخصية الرسول محمد(صلى الله عليه وسلم) حيث اتهم من قبل اليهود بأنه يحاول السيطرة على مقاليد الحكم في المدينة وانه استعمل أحبار اليهود ليتعلم أكثر عن الدين ويعرف التسلسل الزمني لظهور الأنبياء الذي وحسب زعم هذه القبائل الثلاث لم يكن الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)على علم بها وأخيرا وحسب زعم هذه القبائل الثلاث عندما انتهت حاجة الرسول (صلى الله عليه وسلم) إليهم بدأ بتصفيتهم. ومن الجدير بالذكر في هذا الصدد انه وحسب صحيح البخاري قام أحد الشعراء اليهود واسمه كعب بن الأشرف بكتابة قصيدة هجاء واستهزاء من شخصية الرسول (صلى الله عليه وسلم) وتم قتل هذا الشاعر فيما بعد من قبل أحد المسلمين واسمه محمد بن أسلمة وعملية قتل هذا الشاعر هي أحد النقاط التي يستعملها البعض للطعن في شخصية الرسول (صلى الله عليه وسلم) وكونه حسب ادعاءهم انه شجع على اغتيال معارضيه .
ومن الانتقادات الموجهة إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) والتي تثير جدلا إلى يومنا هذا هو: "حادثة محاصرة بنو قريظة وحسب سيرة ابن إسحاق" فإن بنو قريظة قد قاموا بحملة بين القبائل العربية المجاورة للمدينة لحملهم على غزو المسلمين في المدينة المنورة و بذلك قد نقضوا بنود ميثاق المدينة بدعمهم جيش أبو سفيان وبقية القبائل العربية الغير مسلمة أثناء معركة الخندق وفي نفس يوم هزيمة جيش أبو سفيان توجه جيش الرسول (صلى الله عليه وسلم) نحو مناطق سكن بنو قريظة لمعاقبتهم لنقضهم العهد وبعد حصار دام اسابيع استسلم بنو قريظة بدون شروط واستنادا على نفس المصدر فان الرسول (صلى الله عليه وسلم) اقترح ان يكون سعد بن معاذ رئيس قبيلة الأوس حاكما وقبل بنو قريظة به اعتقادا منهم بان قراراته ستكون معتدلة ولكن حكم سعد بن معاذ كان بان يقتل كل ذكر من بني قريظة وصل مرحلة البلوغ باستثناء من لم يتحصن مع بني قريظة أثناء غزوة الخندق و قدم إلى الرسول محمد معلنا براءته من التحالف مع مهاجمي المدينة واستنادا إلى ابن إسحاق فانه تم قتل 600 إلى 900 في ذلك اليوم وتم اخذ النساء كسبايا. الانتقاد الموجه هنا هو ان الرسول (صلى الله عليه وسلم) أمر بطريقة او بأخرى قتل أعداد كبيرة ممن يعتبرون بالمقاييس الحديثة أسرى حرب .
من الناحية التاريخية فإن ابن إسحاق الذي يعتبر أول من كتب سيرة الرسول مات في سنة 151 للهجرة اي بعد 145 سنة بعد حادثة خيبر والمؤرخين الذي أتوا بعد ابن إسحاق اقتبسوا من هذه الرواية دون تشكيك في صحتها باستثناء اثنان وهما مالك بن أنس و ابن الحجار اللذان وصفا الرواية بصفة "رواية غريبة" وأضاف مالك بن انس بأنها "كاذبة و مختلقة" ومن الجدير بالذكر أن مالك بن انس عاش في نفس الفترة الزمنية لابن إسحاق و هناك ظاهرة عامة في كتاب السيرة الأوائل وهي نقلهم لكل ما سمعوه عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) دون التقصي في سلسلة مصداقية المراجع وقد ذكروا هذا في مقدمة كتاباتهم فقد كان هدفهم هو جمع كل رواية وصلت إليهم.
يتبع..
|