بعد أحداث 11أيلول/سبتمبر2001 ح(10)
ظاهرة .. (زكريا بطرس)
إذا قمنا بمحاولة لكشف هذه الظاهرة من أكثر من زاوية سوف نجد أن زكريا بطرس صاحب شخصية مركبة ونفس مولعة بالمغامرة والخروج على المألوف، وهذا يفسر فرحه الشديد حين يعلم أن كلامه يثير جدلا بين الناس وقد يؤدي إلى فتنه أو اشتعال المظاهرات، بل يعلن ذلك صراحة من خلال موقعه على الشبكة العنكبوتية "الأنترنت"،(www.islam-christianity.net)، حين يطلب أن تثور الجماهير على أقواله وأطروحاته كما فعلت مع بنديكت السادس عشر ..!
فمن هو "زكريا بطرس" ولماذا هذه الظاهرة ..؟ هو.. قس مسيحي يتأرجح بين الأرثوذكسية والبروتستنتية، أساء للمسيح والمسيحية قبل أن يسيء للإسلام، بشكل عام ورسوله صلى الله عليه وسلم بشكل خاص، تنظر له الكنيسة المصرية على أنه أرثوذكسي مبتدع، وبدعته يقال لها عندهم: ( الخلاص في لحظة )، وقد ألف شنودة الثالث كتابا للرد عليه يسمى: (بدعة الخلاص في لحظة)، واتهمه الأنبا بيشوى بأنه بروتستنتي خمسيني مُندس في الكنيسة الأرثوذكسية، اشتكى منه الأقدمون والمعاصرون.. منهم كرولوس السادس عشر، البابا السابق للأقباط، وشنودة ونائبة بيشوي ، وحاولوا جميعا تأديبه بالعزل مرات ثم الطرد للمهجر، ولم يتأدب، إذْ ما زال يتكلم ببدعته الكنسية، وأبناءه مثله يثيرون القلاقل في استراليا ضد الكنيسة القبطية إلى اليوم.!
ويتكلم هذا القس المتمرد في أمور تتعلق أساسا بشخص الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، خصوصا والدين الإسلامي عموما، ومواضيعه، كما يُعرِّفها بنفسه، عبارة عن طرحُ عدة تساؤلاتٍ حول العقيدة الإسلامية وطلب إجابات عليها، وقد اعتمد زكريا بطرس في إحدى قضاياه الكبرى على القول بأن رسول الله، صلى الله عليه وسلم ، تتلمذ على يد بحيرى الراهب، أو تأثر به تأثرا كبيرا، أو أن بحيرى الراهب هو الذي خطط لنبي الله، صلى الله عليه وسلم ، وعلمه كل شيء حتى القرآن الكريم، وهو لا ينفك يزعم أنه يتساءل بعقلانية وعلمية مجردة ولا يجد من يجيبُ بمحاضرةٍ أو بالمجيء لمناظرةٍ أو كتابةِ كُتيب، فقط كتيب، بل لا يجد هو وغيره من المعترضين على شرائع الإسلام وشعائره إجابة إلا عن طريق المظاهرات والأرهاب، ويشتد في كبريائه ويقول إنهم تظاهروا ضد غيره، في إشارة إلى بندكت السادس عشر بابا الكاثوليك، وسكتوا عنه ولم يردوا عليه بحجة أو مظاهرة ، ويتساءل لماذا..؟ ويجيب نفسه قائلا : لأنه لا حجة يدافع بها المسلمون على ما يلقيه هو من شبهات أو كما يسميها حقائق مخفية فقط يستخرجها من كتب المسلمين ، وأن شيوخ المسلمين اكتفوا بالانزواء كي لا يشتهر أمره بين المسلمين، وينادي على المسلمين أن يجيبوه وأن يخرجوا دفاعا عن دينهم..!! ويتساءل سائل: أحقا سكت علماء المسلمين عن زكريا بطرس وغيره ولم تعد في أيديهم حيلة سوى الانزواء ومحاولة كتمان أمره كي لا يهتدي الناس لطريقه..؟
أحقا لايوجد سوى الإرهاب والهمجية للرد على هذا القس..؟! الحقيقة أن هذا الإدعاء هو قلب للحقائق، فهناك ردود على زكريا بطرس منشورة على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، وقد أرسل له أكثر من واحد من شيوخ وعلماء المسلمين وعلى رأسهم الشيخ: (وسام عبد الله)، والدكتور: (منقذ السقار) وهو أستاذ في علم مقارنة الأديان بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، ولهما حضور قوي جدا على (البالتوك) حيث يوجد زكريا بطرس بصفة شبه دائمة، وتهرب بدعوى أن المناظرة في النصرانية حرام وردد قول بولس الرسول : (أما المباحثات الغبية فاجتنبها لأنها تولد الخصومات)، ويعتبر المناظرات مباحثات غبية ..! والعجيب أن قول بولس هذا يرفعهُ زكريا بطرس حين يكون المناظر قويا، أما حين يكون المناظر حديث عهد بالعلم الشرعي فإنه يسارع لمناظرته، وكان قد أرسل له أكثر من واحد يطلب منه نفس الطلب، لكنه لم يرد، ثم يعود ويكرر دائما على الشاشات الفضائية أين المسلمون يناظرونني..؟! لكنه في الواقع كمن أشهر سيفه في غرفة نومه وراح ينادي : أين الرجال .. مالي لا أرى رجلا ؟! يتعجبُ والعجب من حاله ، يتعجب ربما ليغري العامة والبسطاء ممن يصدقون كلَّ من تكلم .
ومن مكر الله تعالى بأمثاله.. أنه يملي لهم ويمد لهم حتى يُظهروا أحقادهم فيُكثرون ، ثم لا يُتركون حين يؤخذون . قال تعالى:{فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لايَعْلَمُونَ} [القلم:44].
يتبع..

[type=330471] [motr]تحذير هام: يمنع النقل والاقتباس بدون أذن مسبق من إدارة المنتدى تحت طائلة الملاحقة القانونية[/motr][/type]