بارك ربي فيك أخي المكرم عبد الله الخطيب اديبنا المبدع
أشكرك على الإهداء نيابة عن نفسي وعن مذكرات سحاب. هذه الطفلة للأسف لم تذهب إلى المحكمة، ولم ترَ أي شيء من صراعات الأبوين، فترضخ وتقر بأن الطلاق في صالح الطرفين. كانت ابنة أيام عندما انتزعت من أمها بأمر الكبار وأخذوها عن صدر الحنان، وحتى اليوم مازالت تتجرع كأس الطلاق حنظلا خانقا. قصتك هادفة استطعت من خلالها أن تتسلل إلى نفس البطل\ة وتحس إحساسه المرتبك أولا بمسألة الخوف من الطلاق الذي يعني عالما مجهولا لحياة قادمة خالية من لم شمل العائلة. اليتيم قد يجد من يعوضه شيئًا من حنان، لكن الآخر يعاني أكثر فلا هو يرتاح مع أمه، ولا مع أبيه لدخول طرفين غريبين حياته في معظم الأحيان يكونان بغير مصلحة الضحية. البطل\ة يشاهد عن كثب خلافات الأبوين، استحالة الوفاق بينهما.. مشاكل دائمة وحروب تشعره بالهزيمة النفسية فيرضخ للواقع ويقر بأن الطلاق خير علاج وإن كان مرا. لكن هواجسه في المحكمة في ساعة صدورقرار الفصل بين الأبوين تعاوده، تلقي في روعه الرعب من قادم مجهول قصم ظهور الكثير من الصغار، ولكنه أمر لابد منه في حال استحالة بقاء الزوجين معا. ترى ماالحل ؟ اليأس هنا جلاد قاسٍ وسجان ظالم لايرحم. ورغم ذلك فهناك أطفال يعيشون في كنف عائلة واحدة، لكنهم يتجرعون الألم النفسي المرير من جراء صراع الأبوين، وهذا واقع موجود في الكثير من العائلات بكل أسف، والضحية بصمت تتكوم في ذاته عقد لايمكن حلها بسهولة فتنتقل منه لأولاده. ليت هذه الهواجس تهاجم الأبوين قبل أن يقدما على هذا العمل الذي قال الله عنه أبغض الحلال إلى الله الطلاق.
بارك ربي فيك ورعاك
أختك
زاهية بنت البحر
حفظ الله لك الحبيبة سارة وأمها وأبعد عنكم الهواجس
