رد: رسالة إلى صديقة
[ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;border:4px ridge deeppink;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center][ALIGN=CENTER][TABLE1="width:95%;background-image:url('http://www.nauticalneedleonline.com/store/images/10019856.jpg');border:4px groove sandybrown;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]مساء النور يا ميساء؛
لن أتأخر مثلما تأخرت كي لاتهرب ردة فعلي التلقائية هذه، أريد أن أمسكها وأن أسكب تفاعلي مع خطابك كما يولد دون أن أُصَنِّعَه و أخرج منه شيئا جديدا.
لنبدأ من فيلم جوليا روبرتس الجديد المقتبس من إحدى الروايات , مع أنني معجبة بهذه الممثلة وأحببتها في كل أدوارها إلا أن حاجزا وقف بيني و بين عملها الأخير هذا؛ قرأت كلامها عنه و عن التصوير و عن أكلها لقطع البيتزا المتتالية وعن لقائها بعد انتهائها من التصوير بكاتبة الرواية الأصلية و كان هذا بمثابة تعرية لشيء كنت لاأزال أود اكتشافه.
كنت أود أن أسافر مع جوليا إلى إيطاليا التي أعشقها و إلى إندونيسيا دون أن أتذكر أنه عمل سينمائي، أنها مشاهد مجمعة أعيد بعضها عدة مرات حتى بدا طبيعيا و متقنا.
أذكر إحدى تلميذاتي ذات يوم قالت لي : 'أحب جوليا روبرتس حين تمثل، أبكي حين تبكي و أضحك حين تضحك ' .
هذا الانسحاب الجميل من الواقع إلى الخيال و التماهي التلقائي عن طريق الإعجاب حين يغيب وقد شاهدنا ماجرى خلف الكواليس أو قرأنا عنه يفقد سحر السينما نكهته.
عن نفس شاهدت يوم أمس شريطا دراميا مطولا بعنوان 'جلد ' عن فتاة تولد ببشرة سوداء من أبوين بيض لأن أحد الأجداد أو الجدات كان ربما أسودا تتم تربية الفتاة كالبيض في بلد يسوده التمييز العنصري وينظر إليها من الخارج و ممن لا يعرفها على أنها سوداء.
أحداث كثيرة و معاناة تعيشها الفتاة ثم المرأة 'ساندرا 'و أمها البيضاء ' ساني 'خاصة عندما تختار ساندرا زوجا أسود مما يفقدها امتيازات البيض و يجعل والدها يطردها من حياته.
ألم وحزن و قساوة تذكر بالخزي و التناقض و الظلم في هذا العالم الذي نعده قد تقدم و تطور و سن حقور الإنسان.
حتى حدود عام 1990 كان التمييز العرقي سائدا في جنوب إفريقيا، كان المواطن الأسود صاحب الأرض يعامل كمواطن من الدرجة الثانية و يلقب و ينعت بأقسى الألقاب من بينها واحد اشتق من العربية و استعمل بغرض الاحتقار و التفرقة وهو 'كافر ' أو 'كفير '.
العرب الذين وصلوا قديما إلى السواحل الإفريقية الجنوبية برحلاتهم التجارية و الاستكشافية و الذين رأوا فيما يمارسه الأفارقة من عبادات وثنية كفرا و سموهم كفارا تركوا لغيرهم هذا اللقب الذي تم تشويهه و استخدامه في القدح و التمييز العنصري.
صار السكان البيض من هولنديين و غيرهم ينادون الأسود 'كافر ' و يقصدون بذلك أيها الدوني الناقص المختلف عني.
أمر عجيب أليس كذلك أن لا يؤخذ من الإسلام الذي ضم تحت ردائه كل الأجناس و الأعراق غير هذه الكلمة لتشذ عن معناها و تستعمل للإيذاء.
قبل ما يقل عن ثلاثين عاما كان مواطنون غربيون من بلدان تدعي العضوية الدائمة في الأمم المتحدة و تحمل شعار الديمقراطية و الحداثة يجورون و يستعمرون و ينكلون بغيرهم متخذين لون بشرتهم حجة للامتياز و الهيمنة، واقع مخز يسقط أقنعة و يجعل شعارات كثيرة تفقد لحد الآن مصداقيتها .
أحس أنني ابتعدت بك كثيرا ياصديقتي ، لم تظن حتما أنني سآخذك لأقاصي الأرض لكن كما قلت لك في البداية إنني أسكب انفعال اللحظة دون تصنيعه فتقبليه ياحلوتي مني ببساطة كما هو.
إن عدت للتغيير ولدعوتك سأقول شئنا أم أبينا نتغير ونغير ، مثيلتك أنا أحب التجديد و التغيير وصداقتنا الممتدة عبر الفصول.
دمت بكل خير.
Nassira[/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN][/ALIGN][/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
|