غزة تحترق. ..فاستيقظوا
[frame="10 98"]
[align=justify]
نكتب حرفنا ويدنا على القلب .. نقول كلماتنا ورعشة الدم في العروق حيرة ما بعدها حيرة .. نسكب حبرنا ونكاد نسكب الدموع لتكون مدادا في زمن خانق قاتل مجرم ملعون!!..زمن تنقلب فيه الأشياء ضدّ طبيعتها ، ويصير الدم ماءً بامتياز !!.. بعد أن تركنا غزة للجزار لقمة سائغة ووقفنا دون حراك وكأننا جثث محنطة من أزمنة غابرة أكل الزمان عليها وشرب!!.. كل واحد فينا يحمل ملامح لا تشبه ملامحه ، ودماء لا تشبه دمه ، وانتماء لا يمتّ إلى انتمائه الأصيل بصلة !!.. مجرد جثث نمشي في الدروب عراة حتى من الكرامة والعزة والإباء وأي معنى من تلك المعاني التي تجعل الواحد منا يرفع رأسه !!..
هل وصلنا إلى هذا الحد؟؟.. للأسف نعم .. بل ربما كنا أو صرنا أدنى من ذلك بكثير .. كلنا مشتركون في جريمة الصمت ، كلنا سواسية كأسنان المشط في شرب كأس الذلّ والعار حتى نهايته .. من الرؤساء والملوك والأمراء والزعماء والسلاطين حتى أدنى واحد فينا في هذا السلم الاجتماعي المضحك، إذ على ما يبدو أننا جميعا نقف على أدنى درجة في هذا السلم من الوزير إلى الخفير غير متناسين طبعا رؤساءنا وزعماءنا وملوكنا وما شئت من سلاطين !! ..
محرقة أو مذبحة أو ما شئتم من تسميات..فغزة متروكة مخلوعة القلب والروح والكيان ، دون أن يطلب منا أحد تركها .. ما أجمل وقفة العزّ هذه وما أروعها وأطفال غزة يتناثر لحمهم الطريّ على الأمكنة كلها ، والشاشات كلها ، والأزمنة كلها .. هل هناك وقفة أعز من هذه لعربنا ومسلمينا ؟؟..!!.. والله لقد وصل بنا الهوان إلى الحد الذي يبكي كل من فيه ذرة من حياء أو حياة .. لكن ليطمئن الجميع فلا حياء عندنا ولا حياة .. !!..
اللحم الطريّ له الدبابات والطائرات والقاذفات والصواريخ !!.. وللضمير الميت مقبرة تليق به حتى لا نقول مزبلة تستحي منه إن هو انتسب إليها .. فلنهنأ بضمير تستحي منه المزابل !!..
يا أهل غزة ما لكم وما لنا !!.. انتسبوا للحيطان أجدى لكم !!.. انتسبوا لتاريخ لا نكون نحن فيه أفضل ألف مرة من الانتساب لنا !!.. حتى كلامنا صار ممجوجا أحمق لا معنى له .. كل شيء فينا لا يتميز سوى بالموات .. لن نتهم الرؤساء والزعماء والملوك وننسى أنفسنا !!.. فلسنا أحسن منهم وليسوا أحسن منا.. يجمعنا في هذا المضمار أننا سواسية في الكفر بكل تاريخنا وملامحنا .. وما كذب من قال " دود الخل منه وفيه "!!.. فعلى أقل تقدير لنعترف بأننا مثل زعاماتنا تقصيرا وذلا وغرقا في العار وشربا لكؤوس الصغار والهوان !!.. ومن يظن نفسه أفضل من غيره فهو واهم أحمق أخرق يريد أن يضحك على نفسه وعلى الآخرين ..!!..
هل قلت لكم في العنوان " غزة تحترق ..فاستيقظوا " ؟؟.. ربما .. لكن برأيي اعتبروه مجرد عنوان للاستهلاك ليس إلا وتابعوا نومكم وشخيركم وأحلامكم بغد أكثر سوادا من قرن الخروب .. احلموا بغد تكونون فيه أكثر انحناء وتثاقلا وتكاسلا وتخلفا .. احلموا بغد تكونون فيه أو لا تكونون لا فرق!!..لأنكم في أحوالكم هذه لستم أكثر من كم مهمل متروك لمن يريد أن يجرب عضلاته في ضربه ونسفه والتسلي بركله .. فناموا وأطيلوا نومكم ودعوا غزة لكل هذا الحريق ..فما دخلكم أنتم !!.. وأي ذنب لكم!!.. إنها غزة ، فهل يعني هذا أن تتخلوا عن أحلامكم ونومكم من أجل عينيها !!؟؟.. لا .. وألف لا .. فناموا !!..
[/align]
[/frame]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|