[نصيرة تختوخ]

[align=center][table1="width:95%;background-color:skyblue;"][cell="filter:;"][align=center]المثقف في نظري هو إنسان له اطلاع شمولي على مجالات مختلفة من المعرفة و الفكر و بذلك فلا يمكن حصره في تخصص محدد و إن كانت مهنته أو عمله متعلقة بتخصص ما.
هو إنسان يهتم بمايجري من تطورات و أحداث على مختلف الأصعدة و ليس إنسانا يحصر اهتماماته في انشغالاته الشخصية , إنسان بقلب حي و روح إنسانية يستطيع استيعاب الكثير و الإحساس بهموم الآخر.
هل المؤهل الـتعليمي ، وحده يصنع مثقفا ً؟
مما لاشك فيه أن المؤهل التعليمي وحده لا يكفي فيمكن للمرء أن يكون حاصلة على أعلى الدرجات العلمية في تخصصه لكنه لا يفقه شيئا في كل ما لايمت لتخصصه بصلة و بذلك فإن معرفته واهتماماته لا تصنفه ضمن المثقفين.
هل يوجد مثقف ، بدون مؤهل تعليمي ؟
يبدو لي أنه من الصعب أن يتحقق هذا ذاك وأن التعليم يساعد على اكتساب المعارف الجديدة و فهم ميكانيزمات الأشياء و الأحداث و تيسر المزيد من الإطلاع .
هل الثقافة نوع من الترف الفكري، أم رسالة وحاجة إنسانية لتطوير الإنسان ونظم تفكيره وحياته ؟
الثقافة مفهوم شاسع إذ تضم في خضمها القديم و الحديث و الموروث و المطور لكنها و مظاهرها و لا شك ليست ترفا فما تتقدم الشعوب بما يدعم الاقتصاد فقط بل هي تكتب تاريخها بفكرها و فنها و تساهم في تحسين أحوالها من خلال التعبير عن نفسها بمختلف الأشكال التي غالبا تصب في قالب الثقافة و الفكر.
هنا يمكن أن نقف عند الفرق بين المفكر و المثقف إذ من الضروري أظن أن يكون المفكر مثقفا حتى وإن لم يكن كل مثقف مفكرا يسعى إلى إيجاد حلول وتحليل مايجري من أحداث.
هل وجب على المثقف أن يكون منتميا وطنيا ً ، أو قوميا ً، أو كونيا ً
( حسب بيئته ومجتمعه ) ؟
أظن أن أي مثقف حقيقي يكون إنسانيا بالدرجة الأولى بغض النظر عن انتماء اته الأخرى الممكنة طبعا.
وهل كما يظن بعض المثقفين ، ( أو المدعين ) بأن الاستهزا ء، والسخرية ، من الموروث كله، والتاريخ كله ، والوطني كله ، ونبذ العادات كلها ،هو الثقافة ؟
طبعا ذلك وأن الانسلاخ عن الماضي والتاريخ والموروث هو محاولة لمحو جزء من الثقافة بنيت عليه و لاشك أشياء كثيرة من بينها طباع و مظاهر متعلقة بالهوية.
ما نراه ، على الشاشات ،من فوضى بالحوار ، وعدم إتاحة الفرصة للآخر ، والمقاطعات ، والمهاترات ، والشتائم ، والكل يتكلم دفعة واحدة ، ويكفر ، ويغلط الآخر ، هو فعلا ً مستوى القمة لمثقفينا وثقافتنا ،
وهل ما يجري في العالم ، صراع مصالح ، أم صراع ثقافات ؟
مانراه على الشاشات هو خلل في ثقافة الحوار و استغلال من جانب بعض القنوات لخلق عنصر الفرجة ولو على حساب الصورة العامة للإنسان والمثقف العربي ذاك ان استدعاء نقيضين و طرح أسئلة تركز على نقط تثير الحساسية وتتمحور حول نقط الخلاف يؤدي إلى شحن النفوس و إثارة الأعصاب.
سأتوقف هنا وأشكرك أستاذ حسن على هذا الطرح القيم.
لك تحيتي و تقبل مشاركتي البسيطة[/align][/cell][/table1][/align]