[ميساء البشيتي]

[BIMG]http://www.nooreladab.com/vb/attachment.php?attachmentid=3580&ampd=1284435614[/BIMG]
كان بيننا ...
إلى روح المرحوم الدكتور ناصر شافعي .
نلتقي على رصيف الحياة بالكثيرين .. منهم نكاد لا نلمح وجوههم ..
بعضهم لا يعنينا أبدا ً أن نعرف إن كانوا مرّوا من جانبنا ..
والبعض نلمح وجوههم .. ننجذب إليهم .. تقترب المسافات ..
نتخطى أرصفة الحياة ونلتقي على صدر الحياة ..
لا يخطر في بالنا أن نسأل في تلك اللحظة كم مضى على تعارفنا ؟
فنحن في يقين أنها سنوات طوال مع أنها قد تكون أقصر بكثير ..
تلتقي القلوب دون الحاجة إلى تأشيرات مرور وجوازات عبور وتشعر
أنك تسكن قلوبهم وبيوتهم وأسرهم وهم يسكنون كل شيء فيك ..
لا تتوانى عن طرح أي موضوع عليهم .. لا تتردد في أخذ مشورتهم ..
لا تنتظرهم حتى يحضرون إليك فتذهب أنت إليهم ..
تلغى المسافات ويصبح هذا الكون منتدى صغير يجمعنا ..
فجر الصباح تشرق من شرفاته ..
وقمر المساء يأتيه كل ليلة .. يتجاذب معنا أطراف الحديث ..
يسمع شكوانا ونجوانا ويطرب لفرحنا وشدونا وهنانا .. ويسلمنا بأيدٍ أمينة إلى الفجر الآخر ..
لم نكن نشعر بالفجر الجديد أو الليل الهابط .. دائما ً كنا هنا تحت أقبية الدفء والمحبة ..
كان يجمعنا كل الخير .. كل المودة .. كل المحبة ..
كنا أسرة حقيقية لا تتردد لثانية في بث شكواها له ..
دكتور أنا أعاني من ألم ما ....
لم يكن يتأخرعلينا ..
فورا ًيفتح لنا عيادته ويستقبلنا بصدر رحب ..
وما أن نتماثل للشفاء .. نجده بانتظارنا في أروقة المنتدى..
يرسم لنا لوحات جميلة ويشير بأصبعه ..أنت الفائز .. ويصفق لنا بفرح عارم بكلتا يديه ..
ثم يفاجئنا بقصة جميلة في الأدب الساخر .. يرسم الدهشة والبسمة التي طالما اشتهيناها على محياه ..
كم كنا بحاجة له .. لدفئه .. لقلبه الكبير ..
لحسه الأسري الذي كان يجمعنا ..
كم منا قالوا له أنت أبي .. وكم قالوا أنت أستاذي .. وكم قالوا أنت طبيبي ..
وكم قالوا أنت فناني المفضل .. وأنت كاتبي الذي أرتاح لكتاباته ..
وأنت الأذن الموسيقية التي لا زالت تعرف معنى الطرب الأصيل وأنت وأنت وأنت ..
الكثير .. وكان هو كل هذه مجتمعة ..
كان لنا كل شيء ..
كان بيننا .. ولا زال ..
رحمة الله عليك أيها الغالي الذي لا تنسى دكتور ناصر شافعي ..