آنستُ نارا
قَالَتْ عَفَا اللهُ عَنْهَا اِنْسَ وَيْلاَتِي ** وَكُلُّهَا بَلْسَمٌ دَاوَى جِرَاحَاتِي
اِغْفِرْ ذُنُوبِيَ قَالَتْهَا وَمَا عَلِمَتْ ** أَنَّ الذُّنُوبَ مَعَانٍ فِي عِبَارَاتِي
حَتَّى الْكَبَائِرُ فِي شَرْعِي مُحَلَّلَةٌ ** فَحَطِّمِي الآنَ تِمْثَالَ الْمُحَابَاةِ
أَنَا هُنَا وَاحِدٌ مِنْ أَلْفِ مُرْتَحِلٍ ** خُذِي إِذًا قَلَمَ الإِبْدَاعِ أَوْ هَاتِ
جَرَّبْتُ فِيكِ صُدَاعَ الْحَرْفِ مُذْ قَلِقَتْ ** رُوحِي وَأَقْحَمْتُ فِي الآلاَمِ أَبْيَاتِي
اللَّيْلَةُ الأَلْفُ لَمْ تَسْمَعْ قَصَائِدَنَا ** فَهَلْ تُرَى لَيْلَةٌ تُصْغِي لأَنَّاتِي
الدَّهْرُ أَقْصَرُ أَنْ يُصْغِي لِقِصَّتِنَا ** إِذَا بَدَأْتُ أُعَانِي فِي حِكَايَاتِي
مَاذَا تُحَاوِلُ أَيَّامٌ وَقَدْ عَرَفَتْ ** أَنَّ الثَّوَانِيَ فِي عَصْرِي كَسَاعَاتِي
عَلَّمْتِنِي لُغَةَ الإِصْرَارِ سَيَّدَتِي ** فَلاَ تَلُومِي إِذَا أَظْهَرْتُ آيَاتِي
آنَسْتُ فِي الْحُبِّ نَارًا حِينَ تُحْرِقُنِي ** تَعُودُ بِي لِزَمَانِ الصَّحْوِ ذَرَّاتِي
أَنَا الْكَلِيمُ وَجُرْحِي لاَ شِفَاءَ لَهُ ** إِذَا تَأَلَّمْتُ تُحْيِي الأَرْضَ غَيْمَاتِي
أَنَا حَيَاتُكَ قُولِيهَا وَلاَ خَجَلٌ ** أَيَخْجَلُ الْمَرْءُ فِي أَعْلَى الْقَرَارَاتِ
إِنْ كُنْتُ رَوْضًا وَأَزْهَارِي تُدَاعِبُنِي ** فَفِي سَمَائِكِ تَسْتَلْقِي سَحَابَاتِي
قُولِي إِذَا عُدْتُ مِنْ عَيْنَيْكِ مُرْتَبِكًا ** اِهْدَأْ فَأَنْتَ عَلَى أَمْوَاجِ خَصْلاَتِي
شعر :إبراهيم بشوات