عرض مشاركة واحدة
قديم 22 / 10 / 2010, 16 : 11 PM   رقم المشاركة : [1]
صالح هواري
شاعر

 الصورة الرمزية صالح هواري
 




صالح هواري is on a distinguished road

حوار مع الشاعر صالح هواري: - محمود محمد اللحام

غنائية الروح والتزام بالقضية

*إبداع خفي وبراعة في توليد الصور الفنية

*البساطة والمزاوجة بين الفن والفكر

السيرة الذاتية:

شاعر عربي فلسطيني، ولد في بلدة "سمخ" على شاطئ بحيرة طبرية في فلسطين عام 1938.

نزح إلى سورية عام النكبة 1948 ودرس في مدارسها.. وفي دمشق انتسب إلى كلية الآداب فحاز على شهادة الليسانس في الأدب العربي 1972 ثم على إجازة في الحقوق.

عمل معلماً في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين منذ عام 1961 وحتى عام 1990 حيث استقال من وظيفته ليتفرغ إلى الكتابة.

كتب الشعر وهو في سنٍّ مبكرة.. ونشر في الصحف والمجلات العربية..

أصدر ديوانه الأول عام 1972 تحت عنوان: (الدم يورق زيتوناً) ثم تتالت منشوراته حتى بلغت اثني عشر ديواناً بعضها صدر عن اتحاد الكتاب العرب، وبعضها صدر عن وزارة الثقافة العربية السورية.

من هذه الدواوين:

-المطر يبدأ العزف

-الموت على صدر البرتقال

-أغاني أيوب الكنعاني

-أم أحمد لا تبيع مواويلها

-بطيئاً يمرُّ الدخان

-ما قاله الغيم للشّجر

كتب الشعر للكبار وللصغار وأصدر ثلاثة كتب للأطفال: ديوانين وثلاث مسرحيات شعرية للأطفال:

-عصافير بلادي

-هنادي تغني

-قتلوا الحمام

فاز مرات عدة بجائزة الشعر الأولى في الأعوام: 1963 و1967 و1978 عن قصائده:

-العزف على سيف سعد بن ناشب

-وعلى دمي فتوكئي

-الفحمة والماسة

-وأثمر ولو شوكاً

انتسب إلى اتحاد الكتاب العرب في دمشق عام 1972، وهو عضو في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين.

كتب لإذاعة وتلفزيون دمشق عدة أغانٍ وأناشيد قومية لمطربين ومطربات من القطر العربي السوري. وله نشيد عربي مشهور هو (كل شيء للوطن). ونشيد آخر اسمه الزحف الكبير أنشده المطرب الراحل مصطفى نصري ومطلعه:


بالعزم بالإصرار بالثباتْ

بقوة الإيمان بالسلاحْ

من موتنا ستولد الحياةْ

من دمنا سيورق الصباحْ


تجربته الشعرية

بدأت تجربته الشعرية بكتابة القصيدة الكلاسيكية المشبعة بالغنائية العذبة والصور الشعرية المبتكرة ومنذ ذلك الوقت لفت الأنظار إلى ما يكتبه من قصائد حازت إعجاب المتلقي، لما فيها من صدق في العاطفة وبراعة في التصوير، وبعد عن المباشرة والتقرير.

وبعد فترة دامت أكثر من خمس سنوات رصد خلالها حركة الشعر العربي الحديث، خرج الشاعر صالح هواري بديوان جديد، بناه على شعر التفعيلة متسلحاً بأدوات تعبيرية جديدة استطاع من خلالها أن يحقق القصيدة الحديثة بفنية رائعة، ذلك أنه استخدم الرموز القريبة، ووفر لقصيدته المناخ الشعري الحافل بأضواء وظلال الحداثة. ومن خلال ذلك لم يستطع أن ينفصل عن الغنائية التي تلبسته منذ مفتتح مسيرته الشعرية؛ لأن الغنائية عنده ليست غنائية التآلف الموسيقي النابع من تلازم العبارات وتناغمها في سياق القصيدة، بل هي غنائية الروح المتفجرة من قاع الوجدان المشتعل بنداءات الحياة الكامنة في أعماقه.. إنها تلك الينابيع الصافية الحبيسة في أعماقه.. والتي تنتظر لحظة التفجر..

ما الحداثة في رأيك؟

الحداثة هي الإبداع نفسه بأي ثوب فني خرج إلى الحياة.. وليست محددة بزمن أو قصيدة أو بعصر.. إنها ذلك الانطلاق العفوي في عالم الحلم والركض وراء قطرة الضوء التي يلهث للقبض عليها.

الالتزام في شعر صالح هواري
من يقرأ دواوين الشاعري الهواري يجد ذلك الالتزام الصادق بقضيته الأولى التي شغلت اهتمامه منذ أن نزح عن وطنه فلسطين.. في كل كلمة يتجسد ذلك الهم الفلسطيني الذي شغل جلَّ حياته في صباه وشبابه وكهولته..

وفلسطين في شعره هي المعشوقة والمعبودة وحبها يضيء في كل سطر من سطور شعره.. وفي المقابل، تجد في شعره جمرة التحدي والإصرار على العودة إلى منابع الطفولة الأولى التي قضاها على شاطئ بحيرة طبرية.. ولأنه ابن رجلٍ عمل صياداً للسمك في بحيرة طبرية، فقد انعكست مفردات الصيد على قصائده فاستخدمها:

بعيني تنامين يا طبريَّا

تنامين رمحاً بخاصرتي.. جسدي أدْمَنَ اليوم هرولة الموت

أبحث عن نجمة أشتهيها

سقى الله بإسمك المشطِ.. رملاً سقانا صغاراً صغارا

وكنا نردُّ على "اللّنْشِ" نيرانه بالحجارهْ

ومع ذلك لا يخلو شعره من لمسات وجدانية وإنسانية تتأنق في شفافية وعذوبة فتلامس شغاف القلب في دفء وحميمية.. فتجعلك تنساب معه انسياباً رقراقاً على أجنحة من نورٍ وعطر وضوء..

ببساطة هي السمة الأساسية لشعره، وهي تصدر عن نفس صافية خالية من التعقيدات وتبتعد عن التكلف والتصنع واصطياد المحسّنات البديعية التي ترهق كاهل القصيدة.. وفي نظره إن البساطة ليست في طرح المعاني طرحاً مباشراً وتقريرياً، وإنما هي المزاوجة بين الفن والفكر؛ مما يولد المعنى الجليل المهيب الذي يحقق الدهشة في محراب اللغة.. وإنني لأعجب أشد العجب لماذا لم يتناول النقد شعره حتى اليوم، وهو الجدير بالتمحيص والنشور وإلقاء الأضواء عليه.. ولو فعل النقاد ذلك لاكتشفوا مواطن الجمال في شعره ومكامن الإبداع الخفية التي بقيت تلوذ بزوايا دواوينه، تنتظر المصباح الكاشف الجريء على سبر أغوار شعره بموضوعية..

عباراته وصوره الفنية

لصالح هواري تميزه وتفرده في صوغ العبارات الشعرية المبتكرة، وبراعته في توليد الصور الفنية المشحونة بظلال أحاسيسه وعواطفه.. إذ إن الصورة الشعرية عند هواري ليست مُتْرفة أو عابثة أو لاهية، وإنما هي صورة موظفة تشع بالدلالات والإيحاءات والرموز القريبة التناول التي يفهمها السامع أو القارئ منذ اللحظة الأولى ذلك أنه عمل جاهداً ألا يكون شعره مُبْهماً مُسْتغلقاً لحرصه الشديد على إضاءة أفكاره وتقديمها للناس على طبق من النور المسلَّح بزرقة سماء الروح. لم يهتم، ولم يبال، لا زال شاعرنا صالح هواري يواصل مسيرته الشعرية مقدماً أجمل القصائد المشبعة بنكهة الحداثة والبعيدة عن التعقيدات الفنية التي تُعيق نبض الشعر وتطفئ ومضه..

وللعلم أخيراً: أنه فاز بجائزة أفضل ديوان شعري للأطفال 2000 (جائزة أنجال الشيخ هزاع بن زايد آل نهيّان) وسيطبع ديوانه الفائز في "أبو ظبي" ويوزّع على أطفال الوطن العربي..

وحالياً لا زال يعدُّ برنامجه اليومي في إذاعة فلسطين من دمشق/ وهو موجّه لطلاب الأرض المحتلة، يردّ فيه على مزاعم الصهيونية وادّعاءاتهم المزيّفة ويثبت حق العرب في فلسطين.. والبرنامج هذا دروس في اللغة العربية والتاريخ العربي..

أما بشأن قصائد الأطفال، فقد لحَّن له الموسيقار العربي السوري "سهيل عرفة" أغاني عدة، وقدمتها فرقة الأطفال...

ومن دواوينه المطبوعة حول الانتفاضة:

ديوان: أم أحمد لا تبيع مواويلها

أغاني أيّوب الكنعاني

وفيها تمجيد لأطفال الحجارة الذين كتبوا بدمائهم ملحمة النضال العربي على أرض فلسطين..

سؤال: الأستاذ صالح هواري

عولمة الثقافة، عولمة الإبداع، ما مدى مشروعية هذا الطرح في رأيك؟ وكيف يمكن أن نحصّن ثقافتنا ونحمي هويتنا؟؟

العولمة هي عملية أمركة اقتصادية وثقافية وتقنية.. تسعى من خلالها الدول المهيمنة اقتصادياً، والمتقدمة تكنولوجياً إلى جعل العالم استهلاكياً لا إنتاجياً وإبداعياً.. وأخطر أنواع العولمة هي العولمة الثقافية التي تحاول فيها تلك الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية أن تبثّ ما لديها من معلومات وقدرات إعلامية عبر قنوات الاتصال، والتي تسيطر عليها، وبهذه الطريقة ترسل ثقافاتها إلى تلك الدول النامية، ومنها الدول العربية، فتعزل ثقافتها الوطنية وتحولها إلى دول مستهلكة للإعلام بسبب عدم قدرة هذه الدول على موازاتها إعلامياً، مما يجعل ثقافاتها غريبة بين تلك الثقافات الأجنبية المسيطرة، وهذا هو الاستعمار الثقافي الذي يعمل جاهداً على فرض نتاجه على الدول التي تعتمد على ما يقدم لها عبر شبكات الاتصال من معلومات فتصبح دولة متلقية لا مشاركة.. إن خطر العولمة الثقافية خطر فادح ويجب أن يواجه بعلمية وعقلانية، ولا يكون ذلك إلا بتنمية الوعي لدى الجماهير والتسلح برؤية مستقبلية ثاقبة تمتلك القدرة على توظيف طاقات أمتنا العربية لتكون جاهزة للمواجهة الثقافية الجادة التي تضمن الحفاظ على هويتنا الثقافية، وتحصّن الذات العربية ضد الغزو الثقافي الراهن. وعلى هذا، يجدر بمؤسساتنا الثقافية أن ترفع القيود عن مفاهيم الديمقراطية وتمنح الأديب حقه في التعبير الحرّ...

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
صالح هواري غير متصل   رد مع اقتباس