رد: بوح خريفي
أين أنت مني ؟
في كل يوم أقلب فيه مفكرة الأيام أضع ضمادة جديدة على جرح الذكرى ..
أريده أن يشفى نعم .. لكنني أريده أيضا ً أن يُمحى ..
لماذا تحديّتُ العالم وتحديّتك وتحديّتُ نفسي بأنني أسير وبخطى أكيدة على أرصفة النسيان ..
وأن عناقيد الفرح التي كانت تظللنا أصبحت بالية .. ممزقة ..
ولم يبق َ منها إلا هذه الذكرى المجروحة ؟
هروبي المتكرر وطردك من ساحة الأحلام .. لم يُفد في شيء ..
فها أنا عند أول زلزلة صغيرة أطرق باب بيتك لأقول " أشتقت لك "
وأن الهروب ما كان إلا مضيعة للوقت والعمر والفرح ..
وأن الجرح لا زال ينزف بقلبي ..
لم يمت هو ولم تمت أنت ..
وأن هذه الحماقات التي ارتكبتها في غيابك ليست إلا حجارة صغيرة
ألقيتها في بحر من الأوهام ..
وأن حضورك هو الحقيقة الوحيدة ليس في ساحة أحلامي فقط بل في مساحات أيامي ..
حضورك بالنسبة لي كان هو الحياة ..
تبادل الأدوار بات يرهقني .. وهذه النافذة التي فتحناها على الجحيم يجب أن نغلقها ..
كم كنا حمقى حين ظننا أن الهروب سهل ..
وأن حضورك ثانوي في حياتي ..
وأن حضوري في حياتك كان مجرد علامة استفهام ؟
أكاليل الفرح تنزف دمع الإشتياق والعمر انتحر شنقا ً على أبواب الغياب ..
حضوري وحضورك أكليل فرح لن تقوى على تمزيقه الأيام .
|