[رشيد الميموني]

أنا آت ..

لم أدر قط أني
تخليت عن حلمي
و يقظتي وشرودي
لأذهب إلى حيث أنت
قصية في يقظتي
دانية في أحلامي
عصية على خاطرتي
ندية في سباتي
ناداني عطرك فذهبت
غلني حبك فهفوت
بش لي طيفك فدنوت
شدني قيدك فجثوت
ومع الغروب
و توالي الخطوب
قررت أن أتيه
في حنايا الدروب
أذرع المتاهات
وأطوي المسافات
لألحق بك في عرينك
حيث أنت جاثمة
على عرشك قائمة
في جلالك دائمة
أيتها اللائمة
في خيالي حائمة
في شراييني هائمة
لقد رحلت وهجرت
و تنكرت و خنت
لست أنا الذي ينسى
الماضي سريعا
ويرضى
أنا الآت لأروضك
والعاتي لأقتلعك
من جذور عرينك
وأقلم براثنك
و أحملك
إلى أقاصي المعمور
وأسكنك
عريني أنا
وأجلسك
على عرشي أنا
وأكون أنت
وتكونين أنا
صبرا ، فإن الأيام
بيننا
والحب قدرنا
والعشق مأوانا
لا تسخري
ولا تتأففي
إني هنا كي تعلمي
أن التحدي في دمي
في كل ذرة
من بشرتي
في كل جزء
من أنفاسي .
أنا آت
فافرشي العرين رملا
وتضوعي عطرا
ورصعي الكون
نجوما وأقمارا
وتزيني وتأنقي
وبكل ألوان الطيف
تجملي
أنا بالأمس آت
واليوم آت
وفي الغد آت
كما أتيت مرات
و مرات
بكل الآهات
لكل الأنات
و الكلمات
والهمسات
كوني هناك
لأني هجرت
كل الأجمات
و الصحاري والواحات
والروابي و الغابات
لأني اخترتك
وأحببتك
وفضلتك على
كل السيدات .