[فاطمه شرف الدين]

لا لم أعد أقوى على الكتابه فالحروف المتربعة في خيالي قد ذبلت ومات شوقي للكلام ،أمسيت كالورود المجففة التي سرق العبير من حناياها، وتلاشت ألوانها لتتقوقع في زوايا الذبول وتسكن أروقة الموت . أنا شاطىء دون أمواجٍ تمشط شعره الحياة بتأوهٍ يتكسر على جبين الخلود والبقاء.أمسيت أنا أكذوبةً من أكاذيب هذا الشرق المظلم القاحل رغم تراقص سفنه الآتية من المستقبل البعيد على أنغام حضاراتٍ قد مضت و حضاراتٍ لربما تعود يوماً أو لربما عادت من جديد لتبني أمجادها على ذلّ الشعوب ودموع الأخرين وأوجاعهم من أجل بناء قلعةٍ هناك أو قصر هنا لأحد الجبابرة الطغاة وتلقبهم بصفات متعدده،كالملوك والقياصرة وغيرها وهم في الحقيقه ليسو إلا مجوعة مجانين يتسلقون أكتاف العقول الخفيفه ويدمرون أصحاب العقول .
إنني مرأة هجرتها الأنوثه وسكنت في مرآتها الذهبية كدمات هذا الزمن المخزي،أنا مرأة حطمها كبريائها فتلاشت كورقة إقتات الخريف رونقها وفتتها الشتاء تحت قدميه وجعلها تموت على مذبح الإنتظار ، تموت غرقاً وجعاً ،صبراً، لا بل ظلماً وكل ذنبها أنها من بيئةٍ أمجادها جلست على عروش التخلف والإنهزاميه، الغوغائية القبليه و العشائريه، بيئة بنيت على الطائفية المريضه التي لطالما تتناحر وتتقاتل لتصل إلى العدم.
أنا الدمعه الباردة على خدود صفراء مات الدفىء على ربوعها،خنق الربيع فيها وذبح كلّ جميل كان يتربع في وجهها ليكتب الشقاء عليه سطوراً من الحنين والأنين .كالطير الذبيح أصبحت وأمسيت والخيار الوحيد هو الرحيل إلى الفناء ,إلا أنني أخاف الرحيل,أنا أكذوبة هذا الشرق ،أنا جرح قد سجن في قفص العادات والتقاليد المهترئه دعوني وآرحلو فقد سئمتكم أريد أن أرتاح ليومٍ،يومٍ فقط من كل أوجاعي وأحزاني ومن هذا المصير أريد أن أكون إنساناً لا سلعه أريد أن أكون مخلوق يخطىء ويصيب دون أن تقوم الدنيا ولا تقعد أود أن أعيش بسموٍ , برقيٍّ,بصفاء آدعوني أعيش بسلام....