عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 03 / 2008, 00 : 12 PM   رقم المشاركة : [1]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

story2 حين جاؤوا كالذئاب الجائعة - قصة - هدى الخطيب

[align=center][table1="width:100%;background-image:url('http://www.nooreladab.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/187.gif');border:10px outset indigo;"][cell="filter:;"][align=right]
تجاوزت مرفأ السان لوران النهري بجسوره و مقاهيه و خيامه و أرصفته الطويلة التي تقف عندها البواخر المسافرة عبر هذا النهر الكبير
أكنت أسير على هدى أو على غير هدى؟!!
كلّ خلية بدمّي كانت تشتعل في شراييني مع لبنان الذي يشتعل، درّة أمتنا و أجمل لوحاته، لبنان الحبيب بلد أمّي و ابني الذي ولدت و نشأت فيه و عشقت كلّ ذرّة من ترابه الذي يضمّ قبر أبي، ذلك القبر الذي من المفترض أن يضمني يوماً معه كما أوصيتُ إن لم تعد حيفـا.

ابتعدت عن جزيرة مونتريال عبر الجسر إلى الضفّة الأخرى و بدأ تدريجياً يخف ضجيج المدينة لهذه الجزيرة النهرية التي لا تنام و لا تهدأ
سرت طويلاً جداً مع النهر حتى تورمت قدماي و بتّ لا أسمع و أرى غير خرير المياه و طيور النورس وعند شجرة ضخمة وارفة الظلال على حافة النهر خلعت حذائي و جلست متكئة بظهري إلى جذع الشجرة و عيوني معلقة بمياه النهر الشاسع و ذهبت في غفوة ما لبثت أن استيقظت منها على حسّ أقدام إنسان ما..
أحسست للحظة بالفراغ من حولي و ارتعدت وفكرت أن أعود و لكن قبل أن أقف كان قد وقف أمامي يسألني: " ماذا تفعلين وحدك هنا؟"
رجل متوسط العمر كبير الرأس ضخم الجثّة فارع الطول بشكل جد ملفت و ملابسه بالية.
جلس قبالتي قبل أن يسمع ردّي و دون أن يستأذن مني الجلوس معي و أجاب عنّي قائلاً: " أحسستِ بالألم الممزوج بالغضب و الخذلان فسرتِ كلّ هذه المسافة بعيداً عن البشر أليس كذلك؟ "
اكتفيت بإيماءة من رأسي و سألته: "من أين أتيت فأنا لا أرى أي منزل بالجوار؟"
قال: " قصتي غريبة هل تودين سماعها؟" أجبته بنعم و تركته يحكي لي وعيوني تتنقل بين وجهه و مياه النهر:
" أتيت يا سيدتي من مكان أبعد من أن يخطر لك على بال، من كوكبٍ بعيد اسمه الزهير يشبه إلى حدٍ ما كوكب الأرض في مجموعته، يدور،حول شمسه وله قمر لكنه كان أكبر من كوكبكم و أقدم وعليه كان يومنا أطول من يومكم بمرّات و معدل أعمارنا أطول من أعماركم و وصلنا لحضارة و اختراعات أكثر تقدماً منكم، كان لنا أنبياء و رسل، فينا الملحدون و الموحدون و غير ذلك، فينا الأشرار و الأخيار و بين ذلك،و كان الصراع بين الخير و الشر و الحقّ و الباطل على طول الزمان، إلى أن تطاول الشرّ و استفحل.
كان لدينا قديماً منفى شاسع في أقصى الزهير يدعى إيباما ينفى إليه المجرمون و المرتزقة من حثالة الشعوب ليعيشوا بشرورهم معزولين، و مع ازدياد الحضارة والاختراعات و العلوم ما عاد هؤلاء معزولين و بالرغم من أنهم خليط أصبحوا كأنهم أمّة تزداد قوة و منعة.
في تلك الأثناء عندنا في بلاد الموحِدين و بعد حضارة زاهرة أخذنا نتراجع بين الأمم من شدّة الويلات والمطامع و الخيانات و البعد عن الله و انقسمت دولة الموحدين إلى خمسين دويلة.
في الماضي البعيد كان قد حصل عندنا ما سميَ بثورة العبيد من العمال الذين كانوا مزيجا من الشعوب يستخدمهم الملوك في الأعمال الوضيعة، احتلّ هؤلاء قطعة من بلادنا و سرقوا بعض تراثها و دياناتها القديمة و ادعوها لأنفسهم إلى أن حررنا بلادنا منهم، ذهبوا بين شعوب الزهير و ضموا إليهم المزيد من المجرمين و المحتالين و المرتزقة و عاثوا في الزهير فساداً و إفساداً أينما حلّوا، و حين أرادت الأمم التي حاربتنا و استعمرتنا التخلص من شرورهم أجرت اتفاقا معهم لصالح الفريقين على حسابنا وسلحتهم و جردتنا وألقت بهم في ما بيننا، فجاءوا كالذئاب الجائعة و قبل مغادرة المستعمرين لبلادنا لم ينسوا أن يعيّنوا حراساً لهم من الخونة من بيننا و يمنحوهم ما يلزمهم لقمعنا وحماية الذئاب في دولتهم بيراتيم المغتصبة من أرضنا.
كان أفراد عصابة بيراتيم يرتكبون المجازر ويقتلون منّا المئات يومياً و يقتلعوننا و كان الحراس يكبلوننا و يجوعوننا ويضعون في السجون من تسول له نفسه الاعتراض بكلمة، و منذ أن أصبحت إيباما أكبر دولة في الزهير تحركه كيفما تشاء تضامنت في وحدة مع بيراتيم، جمعت بينهما كراهية التاريخ و الأمم العريقة و الرغبة في التزييف والطمع بثروات و مقدرات بلادنا، وعملوا على تقوية حراسنا للمزيد من تكبيلنا و إبادتنا و سرقة كلّ ما لنا و زاد الظلم و القهر و التزييف إلى حد لا يحتمل و غطّت دماؤنا الخضراء أرضنا الحمراء وبقي الظلم و التسلط يمتد و يكبر و أكف الأمهات ترتفع إلى السماء بالدعاء..
و لم يكتفوا، بدؤوا أيضاً بإثارة النعرات فيما بيننا والخمسون دويلة أصبحت مائة و خمسين و بيراتيم تتحكم بهذه الدويلات كيفما تشاء من خلال حراسنا و الكراهية التي اصطنعوها .. تبيد فينا كما تشاء و الزهير كلّه يصفق للقاتل و يجرّم القتيل!!
و في ليلة مظلمة منذ ثلاثمائة سنة لم يعد كوكبنا الزهير يستطيع احتمال الظلم فوق سطحه فانفجر من الغيظ متناثراً في الكون ....
استيقظت من غيبوبتي و وجدت نفسي على أرضكم و تنقلت في بقاع الأرض و عشت بين الناس فأعمارنا حسب زمانكم تمتدّ لأكثر من ألف سنة، و حين بدأ الظلم يشتدّ على هذه الأرض أيضاً بصورة مشابهة حاولت أن أبتعد قدر المستطاع و كلّما امتد العمران ابتعدت حتى لا أسمع و لا أرى المزيد من الظلم ريثما ينتهي عمري.

نشرت في 2006-07-21


[/align][/cell][/table1][/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت

التعديل الأخير تم بواسطة نور الأدب ; 19 / 10 / 2010 الساعة 37 : 07 AM.
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس