|  02 / 11 / 2010, 27 : 06 AM | رقم المشاركة : [1] | 
	| أديب وقاص معروف ومتميز حاصل على عدد من الجوائز  (انتقل إلى رحمة الله) 
 | 
				
				الشريط - ق ق - نزار ب. الزين
			 
 الشريط
 قصة قصيرة واقعية
 نزار ب الزين*
 *****
 
 
لم يتمكن سعيد من مقاومة إعجابه بجارته أزهار و الذي ما لبث أن تحول إلى رغبة جامحة أقلقته و أرقته ... و لكي يتقرب منها تقرب إلى شقيقتها العانس أنهار ، و  التي ما لبثت أن وقعت بحبه رغم  أنه زوج و أب لأطفال ثلاثة ...
 و ذات يوم طلب سعيد من أنهار أن تدس تحت سرير شقيقتها ، مسجلة متطورة تسجل فقط مع ظهور أي صوت ، و قدم لها مقابل ذلك خاتم الخطوبة ....
 أبت أنهار و استكبرت
 ثم ...
 اشمأزت و غضبت ،
 ثم ...
 سألت و استفسرت ،
 ثم .....
 تركته يُدخل الخاتم في إصبعها !!!.
 *****
 ما أن غادر كمال زوج أزهار إلى عمله ، حتى قرع سعيد بابها ..
 = عذرا ، أنهار ليست هنا يا أبا نائل !
 - أعلم ذلك ، إنما جئت إليك ، معترفا بحبي ، لقد وقعت بشباك هواك منذ رأيتك أول مرة ..و ما خطوبتي لأنهار إلا واسطة تقربني منك ...
 حاولت أن تغلق الباب في وجهه ، و لكنه وضع قدمه مانعا ، محاولا الدخول عنوة ..
 قالت له بفم مرتعش ، و قد اشتعل وجهها غضبا :
 = إن لم ترحل على الفور، فسأصرخ و أفضحك أمام الجيران ...
 أجابها بصوت كفحيح الأفعى :
 - علامَ كل هذا الإخلاص ... أنت متزوجة من مختلس يا  "ست أزهار" ، علمت ذلك - بحكم عملي-  من مدير شركته ، و سيحال للمحكمة وشيكا ، و أنت أيضا تعلمين بذلك  ، و إليك البرهان ..
 ثم ..
 أخرج من جيبه شريط "كاسيت" و قدمه لها ، قائلا :
 - إصغي إليه ..و سأدعو نفسي إلى فنجان قهوة عندك غدا...
 ثم ...
 و قبل أن تغلق الباب في وجهه ، أضاف :
 - لعلمك ، لديَّ عدة نسخ من الشريط !!!
 *****
 أصغت إلى الشريط  مندهشة ، "ترى كيف تمكن من تسجيله ؟" تساءلت في سرها !!
 كان حوارا بينها و بين زوجها دار ليلة أمس :
 - ماذا تم بمشكلتك يا كمال ..
 = لا زالت عالقة ، و ربنا يجيء بالعواقب سليمة ..
 - و لكن ، كيف سولت لك نفسك أن تختلس من صندوق الشركة يا كمال ؟ و ما حاجتك إلى ذلك  ؟ مع أن راتبك جيد ، و الحالة مستورة و الحمد لله  ؟!!!
 = أردت الإحتفال بعيد زواجنا !..
 - و لكن ألم تدرك خطورة ذلك ؟....
 = لم أرضَ أن تمضيَ هذه المناسبة دون احتفال و دون إهدائك ما يليق بحبنا ، و بصبرك على عدم قدرتي على الإنجاب !
 - توقع نفسك بورطة كبرى قد تخسر بها عملك و ربما تعرضك كذلك للسجن ، من أجل إهدائي ذلك العقد يا أحب الناس ؟!! و من قال لك أنني منزعجة من عدم الإنجاب ؟ إنها إرادة الله يا حبيبي ..
 ثم أردفت بعد فترة صمت :
 - لكم أقدر لك ذلك و لكن أرجوك ،  خذ العقد معك منذ صباح الغد ، و كل ما يلزم من مجوهراتي ، بعها و أعد المبلغ لصندوق الشركة ، فقد يسامحونك و ينهون الموضوع ...
 *****
 بعد ظهر ذلك اليوم ، قال سعيد لأنهار عابسا :
 - احتفظي  بالخاتم  الماسي ، و إليك  إضافة إليه  خمسمائة  دينار ، تقديرا  لجهدك  و نجاحك  بالمهمة ..
 أجابته ذاهلة :
 = كأني بك تريد أن تقول ..
 فأكمل الجملة عنها :
 - نعم ، هذا فراق بيني و بينك !!!!
 ثم ..
 فجَّر قنبلته بكل نذالة ...
 - نعم هذا ما أردت قوله ..و أعترف أني مدله بحب شقيقتك أزهار .. و أريدك أن تساعديني في الوصول إليها ، و لك خمسمائة أخرى إذا تم ما أريد !!!...
 بعد فترة صمت طالت ، و من بين شفاه أغرقتها الدموع ، أجابته :
 = و أنا كنت الوسيلة ؟!!..
 ثم ......
 أعادت إليه الخاتم و النقود
 ثم .......
 و بصعوبة بالغة ، و قفت مغالبة دوارا كاد يوقعها أرضا ..
 ثم ...
 غادرت مهرولة .....
 و نحو بيت شقيقتها حثت خطاها ، و بين ذراعيها اعترفت بكل ما بدر منها من حقارة ، طالبة  منها  المغفرة ...
 ثم ....
 أجهشت بالبكاء .
 *****
 عندما قرع سعيد باب أزهار صبيحة اليوم التالي ، فتحت الباب أنهار و بجوارها كانت تقف شقيقتها أزهار..
 و إذ شاهد وقفتهما المتحدية ، قال لهما مهددا بكل خساسة و لؤم :
 - سأوصل الشريط إلى المسؤولين ...ففيه اعتراف من قبل زوجك لا لبس فيه ...و به سيذهب كمال  إلى السجن على الأقل أربعة أعوام ...
 أجابته أزهار شامخة :
 = إذهب و شريطك إلى الجحيم !!!..
 -------------------
 *نزار بهاء الدين الزين
 سوري مغترب
 عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
 الموقع : www.FreeArabi.com
 
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 | 
    |  | 
	|   |   |