عرض مشاركة واحدة
قديم 06 / 11 / 2010, 38 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
طلعت سقيرق
المدير العام وعميد نور الأدب- شاعر أديب وقاص وناقد وصحفي


 الصورة الرمزية طلعت سقيرق
 





طلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond reputeطلعت سقيرق has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين

أدوات اللغة الدرويشية

[align=justify]
يقف كثيرون حائرين مترددين أمام لغة محمود درويش وفنه حيث يرون أنها تختلف دون أن يصلوا تماما إلى تحديد الاختلاف أو المغايرة ، فهم يصفون وصفا يمسّ السطح دون العمق، ويرى الخارج دون الداخل .. وباعتقادي أنّ محمود درويش قد اختار لغة وفنا وتصورا في الشعر يندرج في باب التدوير والمباشرة وقوة الوجدان وحدة العاطفة وامتداد الصورة حدّ الغليان والتركيب الذي قد يكون صعبا عصيا أحيانا .. ثم أخذ بشكل غير مسبوق في ركوب مركب اللغة المقتصدة والصورة المضغوطة والعاطفة المحسوبة أو المقننة ، خاصة في أعماله الأخيرة .. ووصل في بعض الأحيان إلى العاديّ الشديد البدوّ والظهور ..لكنه بكل أحواله لم يفلت خيط أسلوبه المدهش المعبر عنه تحديدا ، ولم يترك طريقته التي تبقى قريبة كل القرب من القارئ والسامع والمتابع والمواكب لمسيرة هذا الشاعر الفذ بكل المقاييس ..
ثم هناك سحر أو طريقة الإلقاء الشعري عند هذا الشاعر ، فحتى هذه أدخلها درويش في صياغة خاصة تستوقف المتابع .. فالشعر كما نعرف في جزء كبير منه فن إلقاء وغناء وإنشاد .. ومحمود درويش امتلك ناصية الإلقاء وجوّد فيها .. الامتلاك القوي لم يبعده أبدا عن دفع الصورة والتصور للأمام .. فهناك مراقبة دائمة لطريقة الإلقاء والنبرة والصوت والحركة ، مع قصد التحريك والتقدم دون توقف .. كان درويش فنانا بهذا الأمر تماما .. فهو متواصل مع جمهوره مرتبط مع سماعه قريب من ذائقته ، والشيء المهم أنه لا يخضع لذائقة هذا الجمهور بل يخضع هذا الجمهور لذائقته هو من خلال ثقة مطلقة بأنّ الجمهور ارتبط به وانشدّ إليه ومشى في الدرب الذي اختاره له دون أي فواصل أو حدود قد توضع فتبعد بين الطرفين ..
من خلال اللغة والأسلوب والإلقاء كان سرّ العلاقة .. وطبيعيّ أنّ هذا السر حقق معادلة قرب القارئ والسامع معا .. وليس في الشعر العربي الحديث كثرة من الشعراء استطاعت أن تحقق طرفي المعادلة بكل هذا النجاح .. هناك من جذب القارئ وابتعد عن جذب السامع، وهناك من جذب السامع ولم يجذب القارئ ، فبقيت المعادلة ناقصة .. فأنت تسمع الشاعر وتثار متسائلا عندما تقرأه ، وقد تقرأ الشاعر وتتساءل عندما تسمعه ، إذ يبدو الاختلاف ظاهرا باديا بشكل مدهش .. وهذا لم يكن موجودا عند محمود درويش لأنه استطاع أن يحقق التوازن بين الحالتين فهو مقروء مسموع شديد القرب من جمهوره في كل هذه الحالات ، وقد تمرّ ساعات طويلة ويبقى الجمهور محافظا على وتيرة الارتباط ذاتها مع شاعره .. فلا معنى لأي تراخ أو ابتعاد أو التفات أو هروب أو شرود .. هناك دائما حالة من التواصل والجذب والارتباط ..
الشيء الذي يذكر هنا أنّ محمود درويش كان واعيا شديد الانتباه لتطوره ووصول هذا التطور لمستوى ما .. لم تخنه عمليه الإبداع أبدا .. فرغم تقدم السنوات بقي الشاعر محافظا على سوية عالية من الشعر ، وهو ما اختلف عند شعراء كثيرين لم يستطيعوا أن يكونوا في آخر أيامهم كما كانوا في فورة الشباب .. الشعر تراجع بشكل ما ، سقط منه الكثير وتعرت أغصانه .. وهذا شيء طبيعي بالنسبة للشعر خاصة ، فهو مرتبط بفورة الشباب أكثر من ارتباطه بحكمة الكبار ، لأن طبيعة الشعر تقول دائما بالغليان ، والغليان كما نعلم يكون مع الإنسان حتى سن محددة ثم يخبو ، لكن هناك من يتجاوز ذلك ببساطة ، وإن بحثنا عن السبب فلن نصل إلى شيء ، إنها الموهبة ، تركيبة الفن ، خصوصية المبدع ، وهذا شيء لا نستطيع أن نقول كلمة نهائية حوله ..
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
طلعت سقيرق غير متصل   رد مع اقتباس