أوراقي المبعثرة
[align=justify]
جديد الشاعرة هنادة الحصري تمثل بصدور كتابها " أوراقي المبعثرة " حديثا عن دار طلاس للطباعة والنشر والتوزيع في دمشق ، وهو كتاب مغاير ومختلف عن إصدارات الشاعرة هنادة الحصري التي صدرت من قبل وتمثلت بدواوين شعرية هي : " حروف وردية ".. بوح الياسمين الدمشقي ".. " رنيم النرجس "... و" تنويعات من مقام الورد " .. والجديد في كتابها هذا يجمعه خيط النثر الذي يأخذ شكل المقالة والدراسة والخاطرة، وهي قطع نثرية متميزة نشرتها الشاعرة هنادة في الصحف والمجلات ، وأكثرها يضم ما تنشره كصفحة أخيرة خاصة بها في مجلة " أيام الأسرة " ، إضافة إلى مواقف ودراسات تقارب أو تداخل المحاضرات التي تعالج الكثير من شؤون الحياة والمجتمع والناس والمرأة وما إلى ذلك .. وللحقيقة فقد ضمت " أوراقي المبعثرة " ميزة الإحاطة بالكثير من الأمور الهامة معالجة ودراسة ونقاشا ، وكأنّ الكاتبة لم تشأ أن تترك شيئا يمرّ أمام العين أو في الحيز المعاش دون أن تتوقف عنده مناقشة متسائلة دارسة محللة داخلة في الصميم منه ، والموضوعات هنا كثيرة واسعة باتساع الحياة ، غنية شيقة كونها تنبع عن ذات شاعرة بعيدة عن الجمود .. فالتناول الذي تقوم به الكاتبة ، لا يتخلى أبدا عن نفسها الشاعري في كل خطوة تخطوها ، مما أعطى مقالاتها نكهة خاصة ميزتها وأغنتها ..
من عناوين هذه الأوراق " خواء روحي " .. " أين المثقف من تحديات المستقبل " .. " جدل بيزنطي " .. " لنغسل القلوب قبل الوجوه ".... " أية أعياد " ... " فلنعلن الحبّ شعارا " ... " وقفة لمراجعة الحسابات " .... " أزمة عروبة ".. " لم تختر المرأة قيدها بطواعية " .... " ثمة مكان للتفاؤل " ..." هويتنا مقابل الفكر الغربي "... " رفقا بالإنسان " ..." قطرة من سماء الفجر " و" صراع داخل الصمت "..
العناوين كثيرة ومتعددة ومتشعبة ، وما اخترته جزء من كل .. والكتاب غنيّ بمادته التي أخذت الحياة بكلّ ما فيها من ألوان لتضعها تحت مجهر النقاش والسؤال بعمق وتفكر وتبصر .. وكأن الشاعرة هنادة الحصري في أوراقها المبعثرة جمعت الكثير من المواضيع لتقدم مادة فكرية دسمة يحتاجها كل إنسان كغذاء روحي وعقلي.. والشيء المميز في الكتاب أن الشاعرة هنادة الحصري تركت مساحة واسعة للقارئ كي يكون فاعلا في عملية النقاش، وباعتقادي أنها استفادت هنا كثيرا من خاصية الشعر ، فلم تغلق الباب على قول نهائي لا يتيح للقارئ أن يطرح رأيه ، بل تركت له فسحة واسعة كي يشارك ويبدي رأيه فيما تطرح من موضوعات ، وهذا شيء ضروري في مثل هذه المواضيع لأن إغلاقها يعني إغلاق باب النقاش وهذا غير مستحب .. ومن يقرأ هذه الأوراق المبعثرة سيلحظ أهمية ما قامت به الشاعرة من إعطاء القارئ حقه في إبداء الرأي والنقاش ..
" أوراقي المبعثرة " عمل جديد تضيفه الشاعرة هنادة الحصري للمكتبة العربية ليكون متميزا بما يحمله من مضمون وأسلوب خاصين .. فهي تنثر فكرا وموضوعات تهم كل واحد منا ، وتركز على جعل الشعر أو سحره في ثنايا الأسلوب الذي تكتب به ، لنحصل بالنتيجة على مقال نثريّ شعري له خصوصية الكاتبة وأصالة أسلوبها .. وهو شيء يذكر ولا يمكن تجاوزه كونه يشكل الجذر الحقيقي لهذه المقالات والخواطر والدراسات الغنية ..
[/align]
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|