شاعر - رئيس ومؤسس الديوان الألفي ( ألف قصيدة لفلسطين)
|
وجهة نظر نقدية بقصيدةآ نَ لَكُمْ أَنْ تَحْزِمُوا .. / مسابقة غزة والجرح العربي
وجهة نظر نقدية بقصيدة آ نَ لَكُمْ أَنْ تَحْزِمُوا حقائب الهروب..
مسابقة غزة والجرح العربي
للشاعر الزبير دردوخ
بقلم حسن ابراهيم سمعون
مقدمة
كنت أتمنى أن ترد القصائد, مغفلة من الاسم , للابتعاد قدر الإمكان عن الإرهاصات , والتحفز النفسي المسبق , سلبـًا أم إيجابًا , حيال الشاعر , لأننا بشر , وأعتقد.. من الصعوبة بمكان أن يصل الإنسان
إلى حالة التجرد الموضوعي المطلوب , بالنقد والتحكيم .
لذلك أسمي ما سأكتبه , وجهة نظر نقدية , تمثل وجهة نظري الشخصية حيال النص , مبتعدا ً بذلك عن المفهوم الأكاديمي لكلمة النقد , لأكثر من سبب .
من هذه الأسباب , وأهمها :
أنني أقل من أن أنقد والجميع أكبر مني .
ومنها لأبرر للآخر رفض ما أكتبه , لأنه غير ملزم .
ومسبقـًا أقول سأكتب رأي بصراحة طالبًا سعة الصدر ,والتلقي بذات الدرجة من القبول أو الرفض ,ومن دون عـقابيل , أو رواسب قد تفسد ود القضية . مع العلم بأنني لا أعرف الشاعر ولا يعرفني .
وجهة نظري النقدية :
على ما يبدو أن الشاعر ميال إلى التخلي تماماً عـن النزع الرومانتيكي , والعودة إلى الكلاسيكي , الحسي محاولا ً التخلي عن المدارس الجمالية , السائدة ولعله يؤسس للأحدث ( ما بعد الحديث )
أو لمدرسة جديدة , وهذا من حقه طبعـًا , ومن حقي أن أعجب أم لا . وعلى الأغلب هذا يحسب للشاعر , فالبصمة , والفرادة , والشخصية الشعرية , سمات يجب توفرها بكل عمل إبداعي .
موضوع القصيدة : نبيل , وإنساني عام , ومرتبط بذاكرة جمعية كبيرة , وقد تكون ذاكرة العالم المتمدن كله وهذه العمومية تفرض على الشاعر ملفوظية وسيميائية تحكمه بالدال المباشر.وأنا مقتنع بأن لكل موضوع دالـّه المطلوب .
البناء الشعري :بقي الشاعر وبإصرار منه على الأرجح ضمن الدال المعجمي , والعلامة الواضحة ولعل موضوع القصيدة قد فرض نفسه بقوة على الشاعر .
اللغة : كمفردات وتراكيب , سليمة تتوسط بين الإنشائي , والفعلي وبعيدة عن التقعر اللغوي , مألوفة وسهلة وشفافة .والتعابير متماسكة النسيج تجنح إلى التفسير, والوضوح .
اللغة الشعرية :عادية إلى حد أنها تخلو من الانزياحات تقريبًا وبقيت اللغة الشعرية بالنص لاتختلف عن لغة الإيصال العادي واليومي . (ولعلها سمة أسلوبية للشاعر ) أو من طبيعة الموضوع كما ذكرنا آنفا . , وثمة قصائد لنزار قباني , وسميح القاسم , بذات الشكلانية ,والأسلوبية .
المشهد الشعري : بالنص صور شعرية جميلة :
وأهلُهاَ .. طالَتْ لهمْأَظاَفِـرٌ ..
وَصَارَ عِندَهُم نُيُوبْ !!
-------
نُجُومُعِزَّةٍ تُضِيءُ فيِ الجَنُوبْ ..
--------
فَشَمْسُناَ تُشْرِقُ فِيسَماَئِناَ
وَشَمْسُكُمْ مَالَتْ إِلَى الْغُرُوبْ
----------
علىَ فَتَائِلِ الشُّمُوعْ
لكن بشكل عام يخلو المشهد الشعري , من الدهشة والمفاجأة .
ومما يحسب للشاعر التطابق في زمن الرؤيا الإبداعية , والتشكيل الفني للنص , الأمر الذي مكن الشاعر من طرح المشهد الشعري وفق رؤيته , وتصوره من دون تعثر , أو انقطاع بسيل الدفقة الشعرية .
الموسيقا والعروض : اضطربت موسيقا النص من اضطراب بحر الرجز . والذي زاد في اضطرابها استخدام كل الجوازات لتفعيلة الرجز , وهذا يؤدي إلى قلقلة في الإيقاع .
( وأرجح إن الأمر مقصود من الشاعر .) والسبب في وضوح الاضطراب الجملة الشعرية ذات النفس الطويل الذي اعتمده الشاعر , وثمة شعراء كبار استخدموا تفعيلة الرجز بكل جوازاتها , لكنهم سرعوا الإيقاع بتقصير الجملة الشعرية ( عاد في كفن / محمود درويش ) مما أعطاهم سيطرة إيقاعية تطريبية على نصوصهم .
البناء الفني ( المعمار ) : لو أجرينا إحصائية على القوافي , والأشطر الشعرية لرأينا أن عددالقوافي يقفي الحشو مضاعفـًا لمرتين , وأرى أن الشاعر قد أسرف بقافية الباء الساكن . ولا أدري لماذا لم يستخدم الشاعر الشكل العمودي لبناء القصيدة ؟
العاطفة:لاشك بصدق العاطفة لدى الشاعر , ونبل الموضوع , وبما أن الموضوع عام , وشعبي , وجماهيري , وعاطفي فرض نفسه على الشاعر ولغته , وصوره , فالموضوع للمتلقي العام , والعادي , وليس تهويميا ً, أو ذهنيا ً, أو وجدانياً, للمتلقي النخبوي إن صح التعبير.
لوكنت أنا الشاعر: (استبدل كلمة توجيهات أو نصائح بهذا العنوان )
لو كنت أنا الشاعر, لاستهللت , بفعل أمر غير آن كي لا أعـط
الصهيوني فرصة لحزم حقائبه , وكأنه سيغادر طوعـًا .
لوكنت أنا الشاعر ,لحذفت من النص بعض الحشو الذي أقحم لسند القافية , ولا يختلف بمباشرته وتقريريته , عن لغة الحديث العادي , أو الإنشاء الصحفي مثل :
وَصَارَ عِندَهُم
قَبْلَ أَنْ تُغَادِرُوا
أطَْفاَلُناَقَدْ وَدَّعُوا مَرْحَلَةَ الرُّسُوبْ
يُذَاكِرُونَ دَرْسَهُمْ
وَآنَ أَنْ تُفَكِّكُوا نَجْمَةَدَاوُودْ !!
يُذَاكِرُونَ دَرْسَهُمْ علىَ
فَشَمْسُناَ تُشْرِقُ فِي سَماَئِناَ
تَبْدَؤُوا مَرْحَلَةَ الْبُكَاءِ
مِنَ الأَبْوَابِ قَبْلَ أَنْ تُغَادِرُوا
ولْتَبْحَثُوا عَنْ وِجْهةٍ أخرَى...
فَكُلُّكُمْ عُيُوبْ !!
آنَ لَكُمْ أَنْ تُحْزَمُواأَنْتُمْ كَالْقَشِّ فِي حَقَائِبِ الْهُرُوبْ
لو كنت أنا الشاعر لاستخدمت جواز متفعلن //0// فقط .
وابتعدت عن تذييل فعل //00 لأنها بالمحصلة وتد مجموع مذيل , يتساوى فيه صائت الحركتين زمنيا ًمع صائت الساكنين بعد ساكن متفعلن .
لوكنت أنا الشاعر , لنظمتها عمودية , خصوصا ً لاستخدام كل الجوازات وتقفية كل الأشطرتقريبا ً , وعدم تكثيف الأخيلة والأفكار, الذي تتطلبه قصيدة التفعيلة .
لو كنت أنا الشاعر , لتركت البوح لظلال الدال, مغلفـًا المدلول بستار شفيف بين الهمس , والتصريح , وكنت خصصت شيئـًا من عمومية الموضوع إلى تجربتي الخاصة لأطرح ذاتي الشاعرة , وأعطي بذلك
عمقا ً دلاليـًا يسحب النص من المستوى الأفقي الرتيب إلى مستوى ببعد آخر.
لو كنت أنا الشاعر لأنهيت القصيدة عند
وَانصَرِفُوا إِلَى الكُهُوفِ فِي َالشَّتاَتِ ياَ سُلاَلَةَ الْقُرُودْ !!
لو كنت أنا الشاعر لاستخدمت طائفة من الأفعال ذات الطاقة الإيحائية الأقوى , بكون الخطاب جماهيري , وعاطفي , وحماسي , وليس تهويميـًا أو ذهنيًا
مثال
قادمون = زاحفون , هادرون ,
يصدح = يرعد , يهدر
مالت = زالت ,آفلت
تفككوا = تأبنوا,تشيعوا
وانصرفو = وانكفؤوا
لو كنت أنا الشاعر لألغيت المقارنات التالية , لأنها تقع في التكرار مثال :
لَيْسَ أَمَامَكُمْ سِوَى مَناَفِذِ الْهُرُوبْ !!
وَغاَدِرُوا مِنَ الأَبْوَابِ قَبْلَ أَنْ تُغَادِرُوا مِنَ الثُّقُوبْ !!
مثال ثان
أطَْفاَلُناَقَدْ وَدَّعُوا مَرْحَلَةَ الرُّسُوبْ
أطَْفاَلُناَ يُذَاكِرُونَ دَرْسَهُمْ
يُذَاكِرُونَ دَرْسَهُمْ علىَ فَتَائِلِ الشُّمُوعْ!!
لو كنت أنا الشاعر: لتلافيت تسكين الميم في الحشو.
مثال : عندهم , دولتكم ,أمامكم , لكم,درسهم , فكلكم ,
الرأي الأخير أعتقد أن الشاعر يملك الإمكانية لتقديم الأفضل ( حسب رأي), لكنه يطرح نموذجـًا ,مختلفـًا وثمة غاية لديه , وهذا من حقه , كما أنه من حقي أن أعجب بنصه أم لا .
والحق الأول والأخير له, بقبول رأي , أو رميه في المكان الذي يراه مناسبًا , والمهم أن لايفسد اختلافنا الأدبي ( إن وجد ) للود قضية , أو أن ينسحب شخصيًا .
وأعتقد أن استماع الشاعر لآراء الأخرين تزيد من ترسيخ قدمه وصقل تجربته.
والسلام عليكم ,وعلى الشاعر الكريم الزبير الذي أتمنى عليه أن يقبلني بسعة صدر اتسمت بها النخب الجزائرية , بشكر موصول للأخ يسين وللمشرفين على العمل ودمتم
حسن ابراهيم سمعون / سوريا
شعر الزبير دردوخ
مابعد غزة
آنَ لَكُمْ أَنْ تَحْزِمُوا حَقَائِبَ الْهُرُوبْ !!
فإنَّ أَرْضَنا لَـهَاأَبْطاَلُـهَـا ..
أَطْفاَلُهَا ..
نِسَاؤُهاَ..
وأهلُهاَ .. طالَتْ لهمْأَظاَفِـرٌ ..
وَصَارَ عِندَهُم نُيُوبْ !!
***
آنَ لَكُمْ أنْتَحْزِمُوا حَقَائِبَ الْهُرُوبْ !!
كَذاَ تُرَتِّلُ الْقُلُوبْ !!
فَالأَرْضُ أَرْضُناَ .. وَنَحْنُ قَادِمُونْ
والْقُدْسُ قُدْسُناَ .. وَنَحْنُ رَاجِعُونْ
بِذَاكَ يَصْدَحُ النَّشِيدُ فيِ الدُّرُوبْ !!
نُجُومُعِزَّةٍ تُضِيءُ فيِ الجَنُوبْ ..
شُمُوسُ غَزَّةٍ تَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِناَالشُّحُوبْ !!
لمَ ْيَبْقَ مِنْ دَوْلَتِكُمْ إِلاَّ الخَـطَاياَ وَالذُّنُوبْ !!
***
لَيْسَ أَمَامَكُمْ سِوَى مَناَفِذِ الْهُرُوبْ !!
دَارَتْعَلَيْكُمُ الرَّحىَ .. رَحَى الحُرُوبْ !!
فَبَـرُّناَ كَمَائِنٌ ..
وبَـحْرُناَ قَذاَئِفٌ .. وَسَهْلُناَ جُيُوبْ !!
فَعَجِّلُوا رَحِيلَكُمْ ..
وَغاَدِرُوا مِنَ الأَبْوَابِ قَبْلَ أَنْ تُغَادِرُوا مِنَ الثُّقُوبْ !!
***
آنَ لَكُمْ أنْ تَحْزِمُوا حَقَائِبَ الْهُرُوبْ !!
أطَْفاَلُناَقَدْ وَدَّعُوا مَرْحَلَةَ الرُّسُوبْ
أطَْفاَلُناَ يُذَاكِرُونَ دَرْسَهُمْ
وَيَحْزِمُونَ أَمْرَهُمْ
وَيَحْفَظُونَ قِصَّةَ الجَـنُوبْ
سَتَرْحَلُونَ عَاجِلاً مِنْ أَرْضِناَ
فَشَمْسُناَ تُشْرِقُ فِيسَماَئِناَ
وَشَمْسُكُمْ مَالَتْ إِلَى الْغُرُوبْ !!
***
آنَ لَكُمْأنْ تَجْمَعُوا زُجَاجَ دَوْلَةِ اليَهُودْ !!
وَآنَ أَنْ تُفَكِّكُوا نَجْمَةَدَاوُودْ !!
لاَ حَائِطُ الْمَبْكَى غَداً يَبْكِي عَلَيْكُمُ ..
وَلاَالتّلْمُودْ !!
فَلَمْلِمُوا تَارِيخَكُمْ ..
وَنَكِّسُوا أَعْلاَمَكُمْ ..
وَانصَرِفُوا إِلَى الكُهُوفِ فِي َالشَّتاَتِ ياَ سُلاَلَةَ الْقُرُودْ !!
***
آنَ لَكُمْ أَنْ تَرْحَلُوا عَنْ هَذِهِ الرُّبُوعْ !!
أَبْطاَلُنا َ..
قَدْ وَدَّعُوا هَزَائِمَ الحُكُّامِ والخُنُوعْ !!
أَطْفَالُناَ ..
يُذَاكِرُونَ دَرْسَهُمْ علىَ فَتَائِلِ الشُّمُوعْ !!
آنَ لَكُمْ َأنْ تَبْدَؤُوا مَرْحَلَةَ الْبُكَاءِ وَالدُّمُوعْ !!
***
آنَ لَكُمْ أنْ تَحْمِلُُوا حَقَائِبَ الْهُرُوبْ !!
ولْتَبْحَثُوا عَنْ غَابَةٍ تُؤْوِي قَطِيعَكُمْ ...
ولْتَبْحَثُوا عَنْوِجْهةٍ أخرَى...
فَكُلُّكُمْ عُيُوبْ !!
آنَ لَكُمْ أَنْ تُحْزَمُواأَنْتُمْ كَالْقَشِّ فِي حَقَائِبِ الْهُرُوبْ
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|