[صبحي ياسين]

لم أستطع للحج سبيلا
وما كان مانعي ماديا ولا جسديا
ولكن .......... فهمكم يكفي
أخت فاضلة علمت بالحكاية ففاجأتني بأنها وكلت من يحج عني وعن زوجتي
فأنا الآن في البيت الحرام وبعيد عنه
لها مني هذه المتواضعة
جـزاك الله يـا أختـاه خيـرا
فقد أجريت ِ مِن عينـيَّ نهـرا
لقد حققتِ لي ما كـان حلمـا
وصيَّرْت ِ الظلام َعليَّ فجـرا
فكم ناشدته في الفجـر جَهـرا
وكم ناجيته فـي الليـل سِـرا
وأرسم بيته فـي كـل ركـن
وأنصُب ُ صوب بيت الله جسرا
وكم سافرت ُ في الأحلام جـوا
وكم يمّمت ُ صوْب البيت بَـرّا
فأصحو والحرائق في دمائـي
كأني قد زرعت القلب جمـرا
وكم صلّيْت ُ بالآهـاتِ شفعـا
وكم صليت ُبالدمعـات وتـرا
لعلي في الحجيج أكون يومـا
فأحْلِق شاربي وأقـصّ ظفـرا
إلى أنْ مرّ بي طيف ٌحنـون ٌ
أتاني حامـلا شمسـا وبـدرا
فحلَّق َ في سمائي ألـف طيـر
وأبصرت ُ النجوم َ ترُش ّعطرا
ولـو انـي يُمكننـي زمانـي
لأرسلتُ الكنوز إليك ِ شكـرا
سألت ُ الله أن يرعـاك ِ دنيـا
وأن ْيَهَبَ الجنان َإليك ِأخـرى
فيا ربـاه قـد جفـت يمينـي
فهبْها في ربى الفردوس قصرا
ومتعهـا بذريتـهـا لتبـقـى
لها في قـادم الأجيـال ذخـرا
فيا طهر الندى قد طاب قلبـي
وطيَّبْت ِ النفوسَ فطِبْتِ عُمـرا